سر إقبال الشباب على الاستثمار في العملات الافتراضية الرقمية

56

حذرت سلطة الرقابة المالية، وهي الجهة التنظيمية في حي المال والأعمال في لندن، من أن
الشباب يقبلون على الاستثمار في المنتجات التي تنطوي على مخاطرة عالية لأسباب تتعلق
بـ “الإثارة والمنافسة والتحدي” التي تتضمنها هذه المنتجات.

وقالت السلطة في تحذيرها إن الشباب ينخرطون في أعمال العملات الرقمية وصرافة العملات
الأجنبية، لكنهم قد يجازفون بذلك مجازفة كبيرة.

وقالت إنهم غالباً ما يكونون من النساء ممن هن دون سن الأربعين عاماً ومن خلفيات عرقية
متنوعة.

إن ما يجذبهن لهذا العمل هو “الإثارة” وليس توفير المال من أجل المستقبل.

وكلفت سلطة الرقابة المالية مجموعة بحثية بإجراء دراسة تركز على المستثمرين “الموجهين
ذاتياً”- أي أولئك الذين يقومون بعمليات التداول بأنفسهم بدلاً من طلب النصيحة المالية.

ووجدت الدراسة أن الكثير من المستثمرين كانوا على استعداد “لتجربة الأمر”، وخضعوا للإغراء
باستخدام التطبيقات الاستثمارية، ومضوا في خياراتهم لأنهم خضعوا لتأثير “المبالغة” في ترويج
المنتجات وافترضوا أن الأسماء التجارية الكبيرة آمنة.

وقال شيلدون ميلز، المدير التنفيذي للاستهلاك والمنافسة في سلطة الرقابة المالية إن “جانباً
كبيراً من سوق الاستثمارات الاستهلاكية يلبي احتياجات المستهلكين”.

وأضاف قائلاً: “لكننا قلقون من أن بعض المستثمرين يتم إغراؤهم، غالباً من خلال الإعلانات على
الانترنت أو عبر أساليب المبيعات التي تعتمد على الضغط الكبير، لشراء منتجات عالية المخاطرة
تكون على الأرجح غير مناسبة لهم”.

وقال ميلز: “هذه الدراسة ساعدتنا في الحصول على فهم أفضل لما يحرك ويحفز المستهلكين
بحيث يمكننا أن نخبرهم حول المخاطر الكامنة في هذه الاستثمارات من خلال حملتنا المتعلقة
بالضرر الاستثماري.

“نريد أن نتأكد من أننا نشجع القدرة على الإذخار والاستثمار من أجل المناسبات التي تمر على
الإنسان في حياته، وبخاصة بالنسبة للأجيال الشابة، ولكن من الضروري أن يفعل المستثمرون ذلك
بمدخرات ومنتجات استثمارية فيها مستوى مناسب من المخاطر يتلائم مع احتياجاتهم”.

وختم ميلز قائلاً: “يتعين على المستثمرين أن يكونوا واعين للإقبال على المخاطر بشكل عام
وأن يعملوا على تنويع استثماراتهم وأن لا يستثمروا سوى الأموال التي يمكنهم تحمل خسارتها
في المنتجات عالية المخاطرة”.

تقول بيكي أوكونور، من المنصة الاستثمارية “انتراكتيف انفستر”: نريد للشباب أن يستثمروا- في
صناديقهم التقاعدية ومن أجل مستقبل عائلاتهم. ولكننا نريدهم أن يفكروا ملياً في الموضوع وأن
يقوموا بالبحث وأن يأخذوا الوقت والجهد اللازم لفهم أمور مثل المخاطر الناشئة عن مختلف أنواع
فئات الأصول”.

وتمضي قائلة: “معظم الشباب ليس لديهم أموال زائدة لكي تهدر- وبالتالي فإن احتمال رميها في
استثمارات عالية الخطورة هو هدر كبير في وقت هناك الكثير من التحديات التي ستواجههم في
الحياة والتي قد يحتاجون الأموال من أجلها”.