سعد الحريري يرفض مقترح الرئيس اللبناني لتشكيل الحكومة

53

أعلن رئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريري، اليوم الإثنين، رفضه الاقتراح الأخير والذي قدمه
رئيس الجمهورية ميشال عون ويتضمن تمثيلا كبيرا لفريقه في الحكومة يما يعرف “الثلث المعطل”.

وقال الحريري في كلمة قصيرة من قصر بعبدا الرئاسي إنه خلال الاجتماع الأخير مع الرئيس عون اتفقا
على اللقاء اليوم “إلا أنه للأسف أرسل لي أمس تشكيلة تتضمن ثلثاً معطلاً لفريقه وطلب مني أن أعبئها”.

وأعرب عن رفضه الخطوة من رئيس الجمهورية وقال “بكل شفافية أبلغته أن رئيس الجمهورية لا يشكل
حكومة، وبأن رسالته مخالفة للدستور وكأن لم تكن”.

ويعد الثلث المعطل داخل الحكومة اللبنانية قوة سياسية، ويسميها البعض أيضا بالثلث الضامن، والذي
يمكن الفريق الذي يملكه من تعطيل اتخاذ القرارات في مجلس الوزراء.

بدورها، أعلنت رئاسة الجمهورية اللبنانية عن “تفاجئها بكلام وأسلوب رئيس الحكومة المكلف
سعد الحريري، شكلا ومضمونا”.

وقال أنطوان قسطنطين، مستشار رئيس الجمهورية اللبنانية إن “الرئيس عون رئيس الجمهورية وانطلاقا
من صلاحياته ومن حرصه على تسهيل وتسريع عملية التشكيل لا سيما في ضوء الظروف القاسية
التي تعيشها البلاد، أرسل إلى رئيس الحكومة المكلف ورقة تنص فقط على منهجية تشكيل الحكومة
وتتضمن 4 أعمدة يؤدي اتباعها إلى تشكيل حكومة بالاتفاق بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف”.

وأوضح أن “العمود الأول يتضمن الوزارات على أساس 18 او 19 او 20 وزيرا، أما العمود الثاني: توزيع
الوزارات على المذاهب عملاً بنص المادة 95 من الدستور، العمود الثالث: مرجعية تسمية الوزير، بعدما
أفصح رئيس الحكومة المكلف أن ثمة من سمى وزراءه، على ما تظهره أصلا التشكيلة التي أبرزها
الرئيس المكلف. العمود الرابع: الأسماء بعد إتمام الاتفاق على المذهب ومرجعية التسمية”.

وأضاف: “من المؤسف أن يصدر عن دولة الرئيس المكلف، منفعلا، إعلان تشكيلة حكومية عرضها
هو في 9 كانون الأول 2020، ولكنها أصلا لم تحظ بموافقة رئيس الجمهورية كي تكتمل عناصر
التأليف الجوهرية”، مشيرا إلى أن “الورقة المنهجية يعرفها الرئيس الحريري جيدا، وهو سبق أن شكل
حكومتين على أساسها في عهد الرئيس عون. هذه المرة، اختلف أسلوبه، إذ كان يكتفي بكل زيارة
للقصر الجمهوري بتقديم تشكيلة حكومية في غالب الأحيان ناقصة، وفي كل الأحيان لا تظهر فيها
مرجعية التسمية”.

وأكد قسطنطين أن “رئيس الجمهورية حريص على تشكيل حكومة وفقا للدستور وكل كلام ورد على
لسان رئيس الحكومة المكلف وقبله رؤساء الحكومات السابقين حول أن رئيس الجمهورية لا يشكل
بل يصدر هو كلام مخالف للميثاق والدستور وغير مقبول، ذلك أن توقيعه لإصدار مرسوم التأليف هو
إنشائي وليس إعلانيا”، لافتا إلى أن “الأزمة حكومية فلا يجوز تحويلها الى أزمة حكم ونظام إلا إذا
كانت هناك نية مسبقة بعدم تشكيل حكومة لأسباب غير معروفة ولن نتكهن بشأنها”.