قالت متحدثة باسم السفارة الأمريكية يوم السبت 1 مايو 2021 إن عددا من الرعايا الأمريكيين سقطوا بين عشرات القتلى والمصابين في تدافع خلال احتفال ديني يهودي بإسرائيل.
وقالت المتحدثة مشيرة إلى الحادثة التي وقعت مساء الخميس 29 أبريل 2021 وعشية يوم الجمعة “يمكننا أن نؤكد أن عددا من المواطنين الأمريكيين كانوا بين الضحايا”.
وأضافت “تعمل سفارة الولايات المتحدة مع السلطات المحلية للتحقق مما إذا كان أي رعايا أمريكيين آخرين قد تأثروا بالواقعة، وتقدم كل الدعم القنصلي الممكن للمواطنين الأمريكيين المعنيين وذويهم. واحتراما لأسرهم في هذا الوقت الصعب، نحجم عن الإدلاء بأي تعليق آخر”.
وقتل ما لا يقل عن 44 شخصاً وأصيب العشرات في حادث تدافع خلال حج يهودي بإسرائيل، في تجمع هو الأضخم منذ بدء الجائحة. ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الحادث بأنه “كارثة كبرى”. وقدمت كل من واشنطن وبروكسل التعازي.
لقي 44 شخصاً على الأقلّ مصرعهم وأصيب عشرات آخرون بجروح في شمال إسرائيل في تدافع ضخم حصل فجر الجمعة (30 نيسان/أبريل 2021) خلال احتفال ديني شارك فيه عشرات آلاف اليهود، في كارثة طبعت أضخم تجمّع تشهده إسرائيل منذ بدء جائحة كوفيد-19.
وقال متحدّث باسم منظمة “نجمة داود الحمراء” الطبية: “لقد أحصينا 38 قتيلاً في مكان الحادث، لكن هناك قتلى آخرون في المستشفى”، في حين قال مصدر في مستشفى زيف، أحد المراكز الطبية التي نقل إليها الضحايا، إنّ المستشفى تلقّى ستّ جثث، لترتفع بذلك الحصيلة الإجمالية المؤقتة لضحايا الكارثة إلى 44 قتيلاً على الأقلّ.
وكانت “نجمة داود الحمراء” أعلنت في حصيلة سابقة أنّ المأساة أسفرت عن وقوع “عشرات القتلى”، مشيرة إلى أنّ طواقمها “تكافح لإنقاذ أرواح عشرات الجرحى، ولن تستسلم إلى أن يتمّ إخلاء آخر ضحية”. وقالت فرق الإسعاف في بادئ الأمر إنّ الكارثة نجمت عن انهيار مدرّجات في المكان، لكنّها عادت وأوضحت أنّ الضحايا سقطوا من جرّاء “تدافع” ضخم.
ووقعت المأساة أثناء زيارة الحجّ السنوية إلى قبر الحاخام شمعون بار يوحاي على جبل ميرون (الجرمق) الواقع على مقربة من مدينة صفد. ويؤمّ اليهود هذا المقام في رحلة حجّ تنظّم سنوياً بمناسبة عيد “لاغ بعومر” الذي يحتفلون فيه بذكرى انتهاء وباء فتّاك تفشّى بين طلاب مدرسة تلمودية في زمن الحاخام الذي عاش في القرن الثاني الميلادي والذي يُنسب إليه كتاب الزوهار، أهم كتب التصوّف اليهودي.
وليل الخميس-الجمعة تقاطر آلاف المؤمنين إلى هذا المقام، في أضخم حدث تشهده إسرائيل منذ بداية جائحة كوفيد-19. وسمحت السلطات الإسرائيلية بتجمّع عشرة آلاف شخص على الأكثر في محيط القبر، لكنّ منظّمي الحفل أفادوا بأنّ أكثر من 650 حافلة استؤجرت في جميع أنحاء البلاد لنقل الناس إلى المكان، أي ما لا يقلّ عن 30 ألف شخص، في حين أكّدت الصحافة المحليّة أنّ عدد الذين تقاطروا على المقام بلغ مئة ألف حاج.
“كارثة كبرى”
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو عديدة وثّقت لحظات ما قبل وقوع الكارثة، ظهر في أحدها موكب يخترق جمعاً غفيراً ويقترب من هيكل معدني يقف عليه رجال دين قرب شعلة من النار. ولم تتّضح في الحال الأسباب التي أدّت إلى حصول الفاجعة، لكنّ المسعف يهودا قطليب الذي يعمل لحساب منظمة “يونايتد هاتسالا” قال إنّه رأى رجالاً “يُسحقون” و”يفقدون وعيهم”.
وزار رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو موقع الحادث ووصف ما حصل بـ”الكارثة الكبرى”، مشيراً إلى أنّه “يصلّي من أجل الجرحى”، ومضيفاً أن يوم الأحد المقبل سيكون يوم حداد وطني. بدوره قال زعيم المعارضة يائير لابيد إنّ “إسرائيل بأسرها تصلّي من أجل شفاء الناجين”، مشيراً إلى أنّه يتابع التطوّرات “بقلق”. وفي اتّصال مع فرانس برس، أكّد الجيش الإسرائيلي أنّه أرسل مروحيات لمساعدة طواقم الإسعاف على إخلاء الجرحى، مشيراً إلى أنّ فرقاً طبية تابعة له تساعد أيضاً في إسعاف الجرحى. وقدمت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي التعازي في ضحايا الحادث.
وكانت السلطات الإسرائيلية منعت في 2020 تنظيم رحلة الحجّ هذه بسبب تفشّي جائحة كوفيد-19. وفي العام 2019 قدّر المنظّمون عدد الحجّاج الذين شاركوا في هذه الرحلة بحوالى ربع مليون حاجّ. وسمحت السلطات الإسرائيلية بتنظيم الزيارة هذا العام بعدما قطعت إسرائيل شوطاً بعيداً على طريق تطعيم سكّانها ضدّ كورونا.