سفينة أبحاث تركية تعبر قناة السويس مصحوبة بفرقاطة تأمين
عبرت سفينة أبحاث تركية، متخصصة في أعمال الاستكشاف والتنقيب عن النفط والغاز، قناة السويس مصحوبة بسفن دعم وفرقاطة بحرية للتأمين، في خطوة من شأنها أن تعزز نفوذ أنقرة في القرن الأفريقي.
وقال وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار، في تغريدة عبر حسابه الرسمي على “إكس” اليوم الجمعة 11 أكتوبر/تشرين الأول (2024): “عبرت سفينة الأبحاث الزلزالية (الريس عروج) قناة السويس، وتتجه بأمان نحو الصومال مع سفن الدعم والفرقاطات المرافقة لها من قواتنا البحرية”.
وأعطى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) يوم السبت 5 أكتوبر/تشرين الأول، إشارة انطلاق سفينة التنقيب “الريس عروج” من تركيا نحو مهمتها للتنقيب عن النفط في الصومال.
وأشار وزير الطاقة التركي إلى أن بلاده بدأت حقبة جديدة في التنقيب عن الغاز الطبيعي والنفط في الخارج من خلال اتفاقية التعاون الموقعة مع الصومال.
النفط في الصومال
من المقرر أن تبدأ سفينة أبحاث تركية مهمتها للتنقيب عن النفط في الصومال في نهاية أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بعد اتفاق البلدين على التعاون في مجال الطاقة.
ويشمل الاتفاق بين أنقرة ومقديشو، وفق مطالعة منصة الطاقة المتخصصة، التعاون بمجال التنقيب عن النفط في الصومال وإنتاجه، إذ سمح لمؤسسة النفط التركية “تباو” بالحصول على تراخيص في 3 مناطق بالمياه الصومالية.
وستعمل سفينة التنقيب “الريس عروج” على استكشاف مناطق تمتد لنحو 5 آلاف كيلومتر مربع، وسط توقعات أن تكون المنطقة التي ستعمل فيها سفينة أبحاث تركية منطقة اكتشافات نفطية.
ولدى مؤسسة النفط التركية “تباو” تراخيص للتنقيب في منطقة بحرية مقسمة إلى 3 حقول تغطّي مساحة إجمالية 15 ألف كيلومتر مربع، ومن المتوقع أن تستمر الدراسة السيزمية ثلاثية الأبعاد نحو 7 أشهر.
التنقيب عن النفط
يشمل الاتفاق الموقّع بين أنقرة ومقديشو، بالإضافة إلى التنقيب عن النفط في الصومال، تقييمه وتطويره وإنتاجه، في المناطق البرية والبحرية الصومالية، وعمليات النقل والتوزيع والتكرير والمبيعات وخدمات النفط والمنتجات الأخرى من مشروعات برية وبحرية.
وقال وزير الطاقة التركي، في تصريحات سابقة، إن بلاده أصبحت واحدة من الدول التي تمتلك أهم أساطيل السفن بأعماق البحار في العالم.
ويقع مربعان من المناطق التي حصلت تركيا على حقوق التنقيب فيها على بعد 50 كيلومترًا تقريبًا من اليابسة، والثالث على بعد 100 كيلومتر، إذ تخطط تباو لتنفيذ مسح زلزالي ثلاثي في الحقول الثلاثة خلال المرحلة الأولى.
ويرى الخبير الإستراتيجي في مجال الطاقة، الدكتور أومود شوكري، أن مشاركة تركيا في صناعة الطاقة في الصومال تُعدّ إستراتيجية، وتتماشى مع أهدافها الجيوسياسية الأوسع في منطقة القرن الأفريقي.
وقال، في مقاله المنشور بمنصة الطاقة المتخصصة، إنه لتنفيذ مشروعات الحفر والتنقيب عن النفط في الصومال، من المتوقع أن تستثمر تركيا بصورة كبيرة، إذ تشير التقديرات إلى تكاليف محتملة تصل إلى نصف مليار دولار.
وتشير تقديرات الحكومة الأميركية إلى أن الصومال يمتلك احتياطيات لا تقل عن 30 مليار برميل من النفط والغاز، وسيتطلب تطوير الموارد وقتًا واستثمارات كبيرة، مع بدء الحفر في مربعات بحرية محددة عام 2025.