شجاتة زكريا يكتب : عودة ترامب .. زلزال سياسي وفرصة لإعادة الحسابات الدولية
فوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة مرة أخرى يشكل زلزالا على المسرح السياسي العالمي إذ يفتح المجال لمرحلة جديدة تحمل فرصا وتحديات كبرى. فمن جهة يمكن أن تمنح عودته فترة من التقاط الأنفاس في ظل الصراعات المحتدمة حيث إن استراتيجيته “أمريكا أولا ” قد تقوده إلى تجنب التورط في الحروب المكلفة ، ما قد يخفف من حدة التوترات على المدى القصير. لكن هذه الهدنة المؤقتة مشروطة بتجنب القوى الأخرى استفزازه إذ إن ترامب المعروف بقراراته الحادة قد يقلب الطاولة في أي لحظة.
في المقابل تبدو أوروبا كأحد أكبر المتضررين من هذا التحول فقد خبرت خلال ولايته الأولى ما يعنيه أن يكون لديها شريك غير ملتزم بالمواقف المشتركة. فترامب لطالما انتقد مواقفها المستقلة وأبدى استياءه من تحمل أمريكا عبء الدفاع عنها ، مما يضع أوروبا الآن أمام احتمالية أن تضطر لتحمل فواتير الأمن وتكاليف الحفاظ على استقرارها. هذا الواقع قد يفرض عليها مراجعة استراتيجياتها الدفاعية والسياسية خصوصا إذا واجهت مزيدا من الضغوط الاقتصادية نتيجة هذه التحولات.
إن عودة ترامب لا تحمل فقط نهاية مرحلة سابقة ، بل هي أيضا بداية لحقبة جديدة من التغيرات الجذرية التي ستعيد تشكيل الخريطة السياسية للعالم. أوروبا بشكل خاص ستجد نفسها في موقف حساس ، إذ ستواجه ضغوطا كبيرة لإعادة ترتيب أولوياتها في ظل رئيس أمريكي يسعى لتحقيق مصالح بلاده دون التزام بقيود التحالفات التقليدية.