شحاتة زكريا يكتب : الصراع في الشرق الأوسط رهانات السلام ومستقبل الشعوب

12

في منطقة تتشابك فيها المصالح وتتصادم فيها الأطراف تظل فلسطين ولبنان وسوريا عناوين ملتهبة لقضايا معقدة تحكمها الصراعات التاريخية وتتجاذبها المصالح الإقليمية والدولية .. يبدو أن الأزمات لا تعرف الهدوء وأن الحديث عن السلام أضحى أشبه بالحلم الذي يراود شعوبا أنهكتها الحروب والتدخلات الخارجية.

انتهاك السيادة: لبنان في مرمى النيران

في لبنان حيث كان يفترض أن ينعم هذا البلد الصغير بالسلام والاستقرار بعد سنوات من الحروب الأهلية نجد اليوم أن انتهاك السيادة بات أمرا معتادا .. تكثفت الهجمات الإسرائيلية وأصبحت السيادة اللبنانية عرضة للخرق المتكرر تحت ذرائع أمنية واهية ، في ظل صمت دولي يغض الطرف عن ممارسات تعيد المنطقة إلى أجواء الحرب. هل أصبح لبنان ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية؟ وأين هي القوى الكبرى التي تدعي حرصها على السلم الدولي؟

غزة: 24 ساعة من الموت والدمار

وفي غزة.تظل المعاناة حاضرة في كل زاوية. 24 ساعة دامية تكفي لتكشف حجم المأساة الإنسانية التي تعيشها هذه المدينة المحاصرة .. الصواريخ تتساقط والأبرياء يسقطون والعالم يراقب عن بعد. كم من الأطفال يجب أن يفقدوا حياتهم ، وكم من المنازل يجب أن تُهدم قبل أن يُدرك العالم حجم الجريمة الإنسانية التي ترتكب هناك؟ تظل غزة رمزا للصمود ، ولكن إلى متى سيستمر هذا الصمود دون دعم دولي حقيقي يضع حدا لهذا النزيف المستمر؟

السلام المفقود: أمل أم وهم؟

في ظل هذه الصراعات تبقى مبادرات السلام مجرد حبر على ورق تُطلقها الدول الكبرى في مناسبات دبلوماسية، لكنها سرعان ما تتبخر مع أول رصاصة تُطلق على الحدود. العالم ينشد السلام .. لكن من ينشد العدالة؟ من يوقف هذا النزيف؟ هل سنشهد يوما سلاما حقيقيا في هذه المنطقة، أم أن الحروب والمآسي ستظل قدرا محتوما لا فرار منه؟

التزام مصري ثابت: نحو مستقبل مستقر

وسط كل هذه الفوضى.، يظل الدور المصري عامل توازن هام. تتحرك مصر بدبلوماسيتها الحكيمة لإرساء الاستقرار في المنطقة ، وتدعو للحوار كسبيل لحل النزاعات ، وتدعم حقوق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره. ومع ذلك فإن التحديات كبيرة ، والمسؤولية ضخمة .. في ظل المشهد المتوتر تظل مصر كصوت العقل في منطقة تعصف بها رياح الحروب والنزاعات.

هل من أمل؟

في نهاية المطاف يجب أن نسأل أنفسنا: ما هو المستقبل الذي نريده لهذه المنطقة؟ هل هو مستقبل قائم على الحروب والدمار أم على السلام والتنمية؟ الإجابة بيد المجتمع الدولي الذي عليه أن يتحمل مسؤولياته ويعمل بجدية على تحقيق السلام العادل والشامل الذي يعيد للشعوب حقها في الحياة الكريمة ويوقف عجلة الموت والدمار