شحاتة زكريا يكتب : الصين وأمريكا: العالم بين الاستقرار والانفجار

26

في عالم يشهد تصاعد التوترات والنزاعات المسلحة باتت العلاقات بين الصين وأمريكا محورية في تحديد مستقبل النظام العالمي. زيارة مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان الأخيرة إلى بكين لم تكن مجرد اجتماع عابر في أجندة الدبلوماسية الدولية بل تحمل في طياتها رسائل قوية حول ضرورة إعادة تشكيل التوازنات الدولية في ظل تفاقم الأزمات.

الصين وأمريكا هما أكبر اقتصادين في العالم وأي تصاعد في التوتر بينهما يهدد بزعزعة استقرار النظام الاقتصادي العالمي ، وتحويل المنافسة إلى مواجهة قد تكون لها تداعيات كارثية. ولكن في الوقت نفسه فإن تعقيد هذه العلاقة يجعل من الصعب على أي طرف أن يفرض إرادته بشكل كامل على الآخر.

رغم أن الصين تتجنب اتخاذ موقف معلن من السباق الرئاسي الأمريكي بين كامالا هاريس ودونالد ترامب إلا أن الأحداث السابقة أثبتت أن كل خيار له عواقب مختلفة. هاريس قد تقدم طريقا نحو الحفاظ على “تنظيم التنافس”، بينما يهدد ترامب بإعادة إشعال حرب تجارية قد تضع العالم على حافة الهاوية.

لكن في النهاية، لا يتعلق الأمر فقط بالسياسة الأمريكية، بل بمسألة أعمق حول كيف يرى العالم نفسه في العقد القادم. هل سيستمر هذا النظام على مساره الحالي نحو تعددية الأقطاب ، أم سيتحول إلى صراع بين عوالم متنافسة؟ هذا هو السؤال الحقيقي الذي يجب أن يجيب عليه قادة العالم.

العالم اليوم في مفترق طرق. الخيار بين الاستقرار أو الانفجار يعتمد على كيفية تعامل الصين وأمريكا مع هذا التحدي .. كل خطوة يتم اتخاذها تحمل في طياتها احتمالا لبناء مستقبل أفضل أو لانهيار النظام الذي نعرفه.

شحاته زكريا
باحث في علوم السياسة والاقتصاد
متخصص في تحليل المشهد السياسي