شحاتة زكريا يكتب: بعد “البيجر .. العالم أمام جريمة لا تغتفر
مع كل جريمة جديدة ترتكبها إسرائيل في المنطقة تتكشف أبعاد أكثر خطورة للعالم الذي نعيش فيه. **”البيجر”** لم يكن مجرد هجوم سيبراني على لبنان بل نقطة تحول دراماتيكية في نوعية الحروب والصراعات التي يشهدها العالم .. إنها جريمة حرب من الطراز الحديث استخدمت فيها التكنولوجيا لتدمير حياة الآلاف من المدنيين دون أن تترك وراءها أثرا تقليديا للحرب.
تستغل إسرائيل هذه التقنيات في غزة ولبنان بطرق غير مسبوقة ، لتؤكد أنها لا تتورع عن أي وسيلة في سعيها لتحقيق مكاسب تكتيكية لرئيس وزرائها لكن هذه الجرائم بعيدة كل البعد عن أي انتصار عسكري حقيقي. بدلا من ذلك تزرع الرعب والفوضى في قلوب المدنيين العزل وتدمر بنيان مجتمعات بأكملها.
نحن أمام كيان لا يعترف بالحدود الأخلاقية أو القوانين الدولية. تدمير المدن وقتل الأطفال والشيوخ ليس سوى مظاهر لأفعال تفتقر إلى أي معيار إنساني. في كل هجوم جديد ، يظهر الوجه الحقيقي لدولة تمارس أبشع أنواع الجرائم بدم بارد ، لتصبح مرادفا للجريمة المنظمة على مستوى دولي.
إن جريمة “البيجر” ليست مجرد جريمة ضد لبنان فحسب، بل هي تهديد لكل شعوب المنطقة. العالم مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى ، بإعادة النظر في تعامله مع إسرائيل، فالتهاون مع هذه الجرائم يعني فتح الباب على مصراعيه لفوضى عالمية يصعب السيطرة عليها.
على المجتمع الدولي أن يتحرك لأن الصمت تجاه هذه الجرائم يعطي الضوء الأخضر لإسرائيل للاستمرار في نهجها المدمر، وهو ما سيجعل العالم كله شاهدًا على فصول جديدة من المآسي التي تفوق حتى الجرائم التي ارتكبت في الحرب العالمية الثانية.
شحاتة زكريا
باحث في علوم السياسة والاقتصاد
متخصص في تحليل المشهد السياسي