شحاتة زكريا يكتب : ترامب وإسرائيل.. أحلام التوسع وحدود الواقع

20

منذ إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن دعمه العلني لتوسيع مساحة إسرائيل عاد الحديث مجددا عن تأثير السياسة الأمريكية على مستقبل المنطقة .. خاصة فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. بينما يرى البعض في تحركات ترامب تأكيدا لدعمه المطلق لإسرائيل .. يتساءل آخرون عن مدى واقعية هذه الطموحات التوسعية في ظل التوازنات الدولية والإقليمية المعقدة.

ترامب المعروف بمواقفه الجريئة اتخذ خطوات غير مسبوقة لصالح إسرائيل خلال فترة رئاسته ، منها نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بضم الجولان.

ومع ذلك هل يمكن القول إن هذه القرارات تخدم فعليا مصالح السلام في المنطقة؟ أم أنها تزيد من تعقيد الوضع وتجعل الحلول التفاوضية أكثر صعوبة؟

لا شك أن السياسة الإسرائيلية تعتمد على استراتيجية توسعية تستند إلى أسس دينية وتاريخية ، ولكن في ظل الواقع الدولي المتغير فإن أي تحرك نحو توسيع حدود إسرائيل سيواجه تحديات كبرى . العالم اليوم ليس كما كان قبل عقود حيث أصبحت الحقوق الفلسطينية جزءا من الخطاب العالمي ، والدول العربية تشهد تحولات تجعل من الصعب تجاهل قضية فلسطين.

الحديث عن توسيع إسرائيل يشير إلى رغبة قديمة في تحقيق حلم “إسرائيل الكبرى”، لكن على الأرض لا يزال الفلسطينيون يعيشون تحت وطأة الاحتلال ، والمجتمع الدولي يتابع بقلق تصاعد التوترات في المنطقة. التوسع الإسرائيلي قد يعزز من قوة إسرائيل على المدى القصير، لكنه سيضعها في مواجهة مستمرة مع شعوب المنطقة، ويؤجج الصراعات.

من ناحية أخرى ، يدرك القادة الإسرائيليون أن أي محاولة للتوسع يجب أن تكون مدعومة بتفاهمات دولية وإقليمية، وهو ما يجعل تحقيق هذا الهدف بعيد المنال في ظل الأوضاع الحالية. كما أن استمرار النزاع سيؤدي إلى مزيد من العزلة الدولية لإسرائيل ، مما يجعل من الصعب تحقيق استقرار دائم.

في النهاية تظل قضية الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي واحدة من أكثر القضايا تعقيدا في السياسة الدولية. وبينما تسعى إسرائيل لتحقيق طموحاتها ، فإن تحقيق السلام العادل والشامل يجب أن يكون الهدف الرئيسي، وهو ما يتطلب من جميع الأطراف التعاون والعمل نحو حل يضمن حقوق الجميع.

شحاته زكريا
باحث في علوم السياسة والاقتصاد
متخصص في تحليل المشهد السياسي