شحاتة زكريا يكتب : ترامب والصين .. كيف يتغير مستقبل النفوذ في الشرق الأوسط؟
مع اقتراب عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض تثار التساؤلات حول تأثير هذه العودة على الساحة الدولية وخاصة في منطقة الشرق الأوسط ، التي تحولت إلى مركز تنافس كبير بين القوى العالمية. ومع وجود الصين كقوة اقتصادية صاعدة وطموحة ، تزداد التكهنات حول مستقبل نفوذها في المنطقة وسط عودة ترامب ، المعروف بنهجه الهجومي تجاه الصين.
لطالما اعتمدت الصين على استراتيجية ذكية في الشرق الأوسط تقوم على التوازن والحفاظ على علاقات متينة مع جميع الأطراف ، دون الانخراط في الصراعات السياسية. فقد تمكنت من إقامة شراكات اقتصادية ضخمة مع دول مثل السعودية والإمارات ، وجعلت من المنطقة محطة رئيسية لمبادرتها الاقتصادية “الحزام والطريق”. في المقابل كانت الصين تتجنب التورط في التوترات الجيوسياسية، مفضلة التركيز على الدبلوماسية الهادئة.
ومع ذلك فإن عودة ترامب قد تغير هذا التوازن. فمن المتوقع أن يعيد فرض سياسات اقتصادية مشددة ضد الصين ، ما سيضغط على بكين لدعم نفوذها في الشرق الأوسط كمصدر بديل للتوسع والنمو الاقتصادي. قد تجد الصين نفسها مضطرة لتعزيز حضورها في المنطقة ، سواء من خلال توطيد علاقاتها الاقتصادية أو ربما لعب دور سياسي أكبر كوسيط لحل النزاعات.
ورغم التحديات قد ترى الصين في هذا الوضع فرصة لتعزيز صورتها العالمية كقوة تدعم الاستقرار والسلام ، على عكس ما تراه في السياسات الأمريكية المتقلبة. إذا استطاعت الصين النجاح في هذه الاستراتيجية، فقد تصبح الشرق الأوسط محط أنظار العالم كمركز للتنافس الجديد بين القوى العظمى، وسيكون لهذا تأثير مباشر على طبيعة التحالفات والاستثمارات في المنطقة.
في النهاية.تبقى عودة ترامب علامة استفهام كبيرة على مستقبل العلاقات الدولية ، خاصة بين الولايات المتحدة والصين. وبينما تزداد حدة التنافس العالمي ، يبقى الشرق الأوسط ساحة رئيسية لهذه المعركة المتنامية حيث تسعى كل قوة لضمان تحقيق أهدافها وتعزيز نفوذها وسط هذا التغيير الكبير.