شحاتة زكريا يكتب: حرب غزة .. بين المقاومة الفلسطينية واغتيال القيادات.. إلى أين يتجه الصراع؟
لقد دخل الصراع في غزة عاما جديدا ، مع تصاعد الأحداث على مستوى المنطقة والعالم. الحرب ليست مجرد مواجهات عسكرية بين طرفين ، بل أصبحت ساحة معقدة تجمع أطرافا متعددة ، كل منها يسعى لتحقيق أهدافه في ظل غياب حل سياسي واضح .. تبرز هذه الحرب كجزء من صراع أكبر يتشابك فيه النفوذ الدولي والإقليمي ، وتغذيه عقود من الانتهاكات والاضطهاد.
تصعيد غير مسبوق واغتيالات متوالية:
استراتيجية إسرائيل في اغتيال القيادات السياسية والعسكرية للمقاومة الفلسطينية وحلفائها في المنطقة أخذت منحى تصعيدي جديد .. فمن اغتيال قادة في حزب الله إلى استهداف إسماعيل هنية وحسن نصر الله باتت إسرائيل تسعى إلى إضعاف المحور الإيراني الذي يدعم هذه الحركات. هذه الاغتيالات قد تخلق فراغا قياديا مؤقتا ، لكنها لا تكسر المقاومة بل تعزز من صمودها وتزيد من التلاحم الشعبي حولها.
التحالفات الدولية وتداعيات الحرب:
الدور الأمريكي في هذه الحرب يتعزز من خلال تقديم الدعم العسكري والتكنولوجي لإسرائيل مما يجعلها أكثر جرأة في تنفيذ عملياتها. ومع تدخل قوى إقليمية مثل الحوثيين في البحر الأحمر ، يتوسع نطاق الصراع ليشمل مناطق أخرى ، مما يزيد من تعقيد المشهد ويُدخل لاعبين جدد في اللعبة.
الداخل الإسرائيلي تحت الضغط:
وعلى الجانب الآخر إسرائيل ليست بمنأى عن التأثيرات السلبية للحرب. الوضع الداخلي يزداد تعقيدا مع استمرار النزوح والخسائر الاقتصادية والانقسامات السياسية التي تعصف بحكومة نتنياهو. الدعوات المستمرة للحرب لسنوات قادمة تضع إسرائيل في موقف حرج أمام العالم وتعزز من حالة الذعر الداخلي.
البعد الإنساني والأفق المظلم:
في النهاية الصراع ليس مجرد مواجهات بين جيوش، بل هو مأساة إنسانية يعيشها ملايين الأبرياء. استمرار الحرب سيؤدي إلى كارثة إنسانية أكبر ، لن تقتصر على غزة وحدها، بل ستمتد إلى باقي دول المنطقة. الغياب الكامل لجهود السلام الحقيقية يعمق الجراح ويفتح الباب أمام سنوات أخرى من المعاناة.
بين التصعيد العسكري المستمر واغتيال القيادات ، وبين التحالفات الدولية والمقاومة الشعبية، يقف العالم متفرجا على صراع قد يمتد لعقود إن لم يكن هناك حل شامل وعادل. الحرب على غزة ليست مجرد نزاع محلي بل هي صورة مصغرة لصراع أعمق وأكثر تعقيدا في الشرق الأوسط.