شحاتة زكريا يكتب :رهانات إسرائيل الكبرى .. تحولات المشهد السياسي بعد فوز ترامب في الانتخابات الأمريكية

2

بعد إعلان فوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بولاية جديدة تتجدد رهانات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على تحالفه الوثيق مع ترامب لمواجهة التحديات الكبرى في الشرق الأوسط خاصة بعد ما شهدته إسرائيل من ضغوط متزايدة بسبب الحرب الأخيرة على قطاع غزة.

في ظل قيادة ترامب يبدو أن نتنياهو يأمل في تحقيق مكاسب استراتيجية تخدم تطلعاته خاصة بعد الدعم القوي الذي أبداه ترامب لإسرائيل خلال ولايته الأولى. ومع هذا الفوز يتوقع نتنياهو تعزيز هذا الدعم من أجل تجاوز الأزمات الدولية والداخلية التي تواجه إسرائيل. إلا أن الرهانات تبدو أكثر تعقيدا مما كانت عليه سابقا حيث تزايدت الدعوات الدولية لإنهاء العدوان وبرزت أصوات تطالب بالتحول إلى حلول سياسية أكثر استدامة.

تأتي هذه التحديات في وقت تواجه فيه إسرائيل معارضة متزايدة من الداخل مع تصاعد أصوات الشارع الإسرائيلي الرافضة لاستمرار التصعيد في غزة. من جهة أخرى تبدو أوروبا وبعض الدول الغربية أكثر تحفزا لإعادة التوازن في سياساتها تجاه القضية الفلسطينية، مما يزيد من الضغوط على الحكومة الإسرائيلية.

لكن، بالنسبة لنتنياهو فإن وجود ترامب في البيت الأبيض يُمثل فرصة لتخفيف وطأة هذه الضغوط ، خصوصا وأن ترامب أبدى تعاطفا كبيرا مع النهج الإسرائيلي المتشدد في ملفات عدة. ورغم تصاعد التوترات الدولية بسبب القضايا الإقليمية والعالمية، مثل الصراع في أوكرانيا والمنافسة مع الصين ، فإن دعم ترامب لنتنياهو قد يبقى عنصرا حاسما في ظل سياسة الإدارة الأمريكية الساعية لإعادة ترتيب الأولويات الاستراتيجية في المنطقة.

مع ذلك تشير التحليلات إلى أن ترامب قد يجد نفسه أمام ضغط كبير لتحقيق “إنجاز دبلوماسي” في المنطقة. وقد يسعى في هذا الإطار إلى الدفع نحو عملية سلام جديدة بين الفلسطينيين والإسرائيليين ، وهو ما قد يكون بمثابة تحد لنتنياهو ، الذي بنى سياساته على فرضية المواجهة العسكرية أكثر من الحلول الدبلوماسية.

أما على الصعيد الشعبي الأمريكي فقد شهدت السنوات الأخيرة تراجعا ملحوظا في مستوى الدعم غير المشروط لإسرائيل، حتى من قبل قاعدة ترامب نفسها ، مما قد يؤثر على توجهاته السياسية، ويدفعه للبحث عن سياسات أكثر توازنا تُرضي جميع الأطراف. من هنا قد يجد نتنياهو نفسه مضطرا إلى تقديم تنازلات غير متوقعة لإرضاء حليفه الأمريكي الجديد القديم ترامب.

وفي ظل هذه التحولات يبدو أن إسرائيل ستكون أمام اختبار حقيقي خاصة إذا ما قررت إدارة ترامب اتخاذ خطوات جادة نحو إنهاء الصراع. ففي حين يظل نتنياهو معتمدا على دعم ترامب ، فإن التغيرات الدولية قد تدفع بإسرائيل نحو مفترق طرق ، حيث يصبح التفاوض مع الفلسطينيين والقبول بحلول دبلوماسية ممكنا لتحقيق استقرار دائم في المنطقة.