شحاتة زكريا يكتب : عودة ترامب إلى البيت الأبيض .. هل يشهد العالم تغيرات جذرية أم استمرارية للصراعات؟
مع عودة الرئيس السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض تزداد التساؤلات حول ملامح السياسة الأمريكية وتأثيراتها على المشهد الدولي. ترامب المعروف بمواقفه الجريئة وقراراته الحادة ، يتوقع أن يطلق موجة من التغيرات التي قد ترسم معالم مرحلة جديدة خصوصا في ظل الأزمات الإقليمية والدولية المتفاقمة.
من المتوقع أن يكون الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي أحد أبرز التحديات التي ستواجه سياساته حيث تعود قضية الاعتراف بالقدس ونقل السفارة الأمريكية إلى الواجهة. فهل يواصل ترامب انحيازه الصريح لإسرائيل مما يعزز التوترات ويجعل الوصول إلى حل عادل بعيد المنال؟ أم أنه سيختار مسارا جديدا لتحقيق استقرار مستدام في المنطقة؟
في الملف الروسي-الأوكراني يبدو أن ترامب قد يطرح نهجا مختلفا. ورغم إثارته لانتقادات في الداخل الأمريكي حول سياسته تجاه الناتو وأوكرانيا، إلا أن احتمالية إعادة صياغة العلاقات مع روسيا تبقى واردة وقد تكون مؤشرا على مساع نحو تخفيف التصعيد الذي أثقل كاهل أوروبا. وإذا اختار تقليص الدعم الأمريكي لأوكرانيا ، فقد يؤدي ذلك إلى إعادة تشكيل التحالفات ما سيشكل تحديا كبيرا للعلاقات بين واشنطن وحلفائها الأوروبيين.
أما منطقة الخليج فيبدو أن ترامب لن يفوت فرصة إعادة ترتيب علاقات الولايات المتحدة مع دول المنطقة بما يخدم مصالحه الاستراتيجية. بتصريحاته حول اكتفاء بلاده من النفط يبدو أن معادلة “الحماية مقابل الدفع” قد تتغير ليصبح التركيز أكثر على صياغة تحالفات جديدة تُعزز النفوذ الأمريكي بأقل تكلفة.
وفي ظل تنامي المنافسة مع الصين من المتوقع أن تظل هذه العلاقة في صدارة أجندة ترامب حيث سيبقى التوتر التجاري بين القوتين ساحة مفتوحة للصراع والتفاوض. نهجه الحاد قد يؤدي إلى اتخاذ قرارات جريئة في هذا الملف ما يجعل الوضع الاقتصادي العالمي مهيأً لمزيد من التوترات.
عودة ترامب لا تمثل مجرد تغير في هوية البيت الأبيض بل قد تعيد تشكيل السياسة الأمريكية برمتها وتفتح باب التساؤلات حول مستقبل النظام العالمي. فهل نشهد تغيرات حقيقية تقود إلى استقرار أم أن العالم على أعتاب مرحلة جديدة من عدم اليقين؟