شحاتة زكريا يكتب : مخططات التهجير الإسرائيلي .. جرائم لا تنتهي ضد غزة والشعب الفلسطيني

2

ما زال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ماضيا في تنفيذ مخططه الهادف إلى إلحاق المزيد من الأذى بشعب غزة متحديًا كل القوانين والأعراف الدولية. وبينما يصر على استمرار الحرب التي أودت بحياة الآلاف من الأبرياء ، يبدو أن العالم في حالة من الصمت المطبق وكأن جريمة حرب جديدة تجري أمام أعين الجميع دون أن يوقفها أحد. وفي الوقت الذي يتم فيه تدمير غزة بكل ما فيها يسعى الاحتلال إلى تنفيذ مخطط التهجير الجماعي للسكان الفلسطينيين ، وهو ما يعتبره المجتمع الدولي جريمة تهجير قسري يجب محاربتها بكل السبل.

طوال أكثر من 15 شهرا استمر العدوان الإسرائيلي على غزة، تحت ذرائع واهية مثل عملية “طوفان الأقصى”، ومع ذلك لم تنجح إسرائيل في تحقيق أهدافها الاستراتيجية. لا يزال الاحتلال فاشلاً في استعادة المحتجزين الذين زعموا أنهم الأسرى الفلسطينيين كما أن القضاء على حركة حماس لم يكن أكثر من وعد فارغ لم يتم الوفاء به.

ما هو أكثر صدمة هو التصعيد الذي جرى خلال الأيام الأخيرة.مع تزايد أعداد الشهداء والمصابين الذين راحوا ضحايا الغارات الجوية والعمليات البرية الإسرائيلية. ففي وقت كان فيه العالم يتوقع هدنة ، واصلت إسرائيل توجيه ضرباتها مستهدفة المدنيين الأبرياء وكان آخرها في منطقة رفح جنوب قطاع غزة حيث أصدر جيش الاحتلال أوامر بإخلاء المدينة مهددًا السكان بالموت أو النزوح القسري.

المؤسسات الإنسانية لم تسلم من نيران الاحتلال فقد استهدفت طائرات الاحتلال طواقم الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني مما أسفر عن استشهاد العديد من المسعفين والمتطوعين. كما أنه في انتهاك صارخ للاتفاقيات الدولية ما زالت إسرائيل تسعى جاهدة لإغلاق مكاتب منظمات الإغاثة مثل “الأونروا”، ما يزيد من حجم المعاناة الإنسانية في المنطقة.

من جهة أخرى تظهر محاولات إسرائيل لبث الفوضى في الساحة الفلسطينية من خلال تصعيد الهجمات على المدن والمناطق الحيوية في غزة، بل وتشجيع عمليات التهجير القسري لمواطني القطاع. غير أن هذه المخططات لن تمر مرور الكرام. ففي الوقت الذي يستمر فيه الاحتلال في تنفيذ هجماته ، تزداد المقاومة الفلسطينية قوة وتماسكًا وتواصل مصر دعمها الثابت لفلسطين. الرئيس السيسي أكد مرارًا في خطابه أن مصر ستظل داعمة للقضية الفلسطينية بكل قوة، وأن الشعب المصري يرفض المخططات الإسرائيلية القاضية بتهجير الفلسطينيين من أراضيهم.

ما يبعث على الأمل وسط هذه الأحداث المأساوية هو استمرار الحركات الشعبية في مختلف أنحاء العالم في دعم حقوق الشعب الفلسطيني. كما شهدت العديد من العواصم العربية والعالمية احتجاجات ضخمة ضد العدوان الإسرائيلي مطالبة بوقف الهجمات فورا وتقديم المسؤولين عن هذه الجرائم إلى المحاكم الدولية. الشعوب العربية، وعلى رأسها الشعب المصري أكدت موقفها الثابت في مساندة الشعب الفلسطيني ومواصلة الضغط على المجتمع الدولي للوقوف في وجه هذه الانتهاكات المستمرة.

إسرائيل رغم قسوة ضرباتها ، تواجه أزمة شرعية حقيقية على الصعيدين المحلي والدولي. فالشعب الفلسطيني لم يستسلم بل إنه يواصل المقاومة بشجاعة بينما العالم يراقب بصمت غير مبرر. ومع كل يوم يمر يزداد عزيمة الفلسطينيين على الدفاع عن حقوقهم في الأرض والحرية ، في مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية التي لا تكترث بالقوانين الإنسانية.

إن الحرب على غزة ليست مجرد نزاع عسكري بل هي معركة وجودية للإنسانية جمعاء. وعندما ينقض الاحتلال على المدنيين ويستهدفهم بلا رحمة لا يكون ذلك مجرد خرق للحقوق الإنسانية بل هو محاولة للضغط على إرادة الشعوب لمحو هويتهم. ولكن في مواجهة كل هذه المحاولات يبقى الشعب الفلسطيني صامدا وسيظل منارة للحرية والكرامة في وجه الظلم والطغيان.