صراع نفوذ حاد بين القوى الكبرى في سوريا

1

تتباين الرؤى بين الولايات المتحدة وتركيا من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، بشأن قادة المرحلة الانتقالية الجديدة في سوريا. ففي حين تفتح أنقرة وواشنطن أبواب التعاون مع هذه القوى، تحذر تل أبيب من نواياهم التي ترى فيها تعارضًا مع مواقفها المعلنة.

هذه التباينات بين الدول الثلاث من شأنها أن تثير الخلافات المعلنة وغير المعلنة، خاصة في ظل وجود توجه لدى  الولايات المتحدة لإزالة بعض القوى الجديدة من قوائم الإرهاب الأمريكية، رغم الخلفية التي انطلقت منها هذه القوى من بعض التنظيمات المتشددة.

ووفقًا للتقديرات، فإن هذا الاختلاف يعكس الصراع بين إسرائيل وتركيا على النفوذ داخل سوريا، خاصة أن تركيا تُعتبر الأقرب إلى القوى الجديدة، ما يشير إلى أن الاختلاف بين الدولتين قد يكون مرتبطًا بالمصالح أكثر من أنه اختلاف في المواقف أو نوايا قادة تلك القوى.

وفرضت إسرائيل معادلات على الأرض بعد تقدمها العسكري في مناطق جنوب سوريا، إلى جانب تدمير قدرات الجيش السوري، ما أسهم في ضم الجولان بشكل مبدئي، مع انتظار ما ستسفر عنه التحالفات السياسية مع السلطات الجديدة في سوريا.

وفي الوقت ذاته، بينما تغري الولايات المتحدة القوى الجديدة بالحديث عن إزالة أسمائها من قوائم الإرهاب والعقوبات، تدعم في ذات الوقت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في شمال سوريا، ما يعزز المخاوف التركية المتجددة بشأن التهديدات التي تشكلها هذه القوى، خاصة في ما يتعلق بحزب العمال الكردستاني.

فرض النفوذ

ويرى الخبير في الشؤون الدولية، راسم عبيدات، أن “الدول الثلاث تحاول فرض نفوذها على القوى الجديدة في سوريا”، مشيرًا إلى أن هذا هو السبب الرئيس في الاختلافات بينهم في طريقة التعامل والرؤية للمرحلة المقبلة.

وأضاف عبيدات، في تصريح خاص لـ”إرم نيوز”، أنه “من الواضح أن هناك تفاهمات بين واشنطن وأنقرة بشأن المرحلة المقبلة في سوريا وآليات التعامل مع القوى الجديدة”، في وقت تعترض فيه الحكومة  الإسرائيلية على هذه التفاهمات.