صعود أسعار السلع في “وول ستريت” إلي أعلى مستوى في 10 سنوات

22

عاد مستثمرو السلع إلى الشراء بقوة مع رهانات قياسية على أن المحاصيل والمعادن والنفط بصدد تسجيل ارتفاعات.

ويجعل ضعف الدولار السلع المقومة به أكثر جاذبية في حين تحقق الأسهم صعودا مع زيادة التفاؤل بالسير على طريق التعافي من جائحة فيروس كورونا.

ومع تعزيزات من عودة المضاربين إلى أسواق السلع مرة أخرى، تعززت الرهانات المجمعة على ارتفاع الأسعار إلى أعلى مستوياتها في عقد على الأقل.

ويمثل ما يحدث تحولاً جوهرياً في الأسواق المالية التي كانت تكافح لجذب المستثمرين منذ انتعاش أسعار السلع الأساسية بقيادة الصين في مطلع القرن الحالي.

وتبدو القاعدة مألوفة، إذ تقبل الصين، القوة الآسيوية العملاقة، على الشراء بقوة مرة أخرى ويبحث المستثمرون عن أوجه استثمارية بديلة لاستثمار أموالهم في ظل محاولات البنوك المركزية دعم الاقتصادات.

وقال ميشيل سالدين، رئيس قسم السلع في “فونتوبيل أسيت مانجمنت” (Vontobel Asset Management)، “السلع تحقق صعودا متتاليا في الوقت الحالي.. الأسواق ترتفع بفضل التأثير المشترك لضعف الدولار الأمريكي والانتعاش الدوري من كوفيد-19، وتحفيز البنوك المركزية وزيادة الإنفاق المالي على البنية التحتية”.

يشعر المستثمرون بالتفاؤل الشديد لدرجة أنهم يحتفظون بمراكز شراء صافية أو يميزون بين الرهانات على ارتفاع الأسعار والرهانات التي سيخفضونها، وعددها 2.3 مليون عقد آجل وعقود خيارات في الأسبوع المنتهي في 5 يناير، وفقا للبيانات التي جمعتها بلومبرغ. وهذا أكبر عدد من العقود الآجلة وعقود الخيارات يجري الرهان عليها منذ يناير 2011 على الأقل.

وتتضمن الحسابات 19 من 22 مادة خام في مؤشر بلومبرغ للسلع. وتستثني الألومنيوم والزنك والنيكل، التي تتابعها بورصة لندن للمعادن على أساس مختلف.

وارتفعت الرهانات لدى مديري صناديق الاستثمار عى صعود أسعار الذرة حاليا لأعلى مستوى منذ ما يقرب من 10 سنوات.

وتشتري الصين بكل قوة المحاصيل الأمريكية، بعد أن اشترت بالفعل كمية قياسية من الحبوب، في حين أن مشتريات فول الصويا تسير بأسرع وتيرة منذ عام 1991.

كما لفت السكر انتباه المستثمرين، حيث توقعت شركة “ألفين” (Alvean)، الأكبر عالميا في تجارة السكر، نقصا في المعروض من السكر مستقبلاً خلال عامين.

وقال سالدين، “حتى الحبوب، التي كانت في مسار هبوطي منذ عام 2012، ارتفعت أكثر من 45% خلال الأشهر الستة الماضية بسبب حالات الجفاف المرتبطة بظاهرة لانينا في أمريكا اللاتينية”.

وأشار سالدين إلى دور تأمين الصين لاحتياطياتها الإستراتيجية للسلع في صعود أسعارها.

النفط يتعافى
وارتفعت أسعار النفط، التي تتعافى من الانهيار غير المسبوق الناجم عن تفشي وباء كورونا، إلى أعلى مستوياتها في 10 أشهر بعد قرار المملكة العربية السعودية المفاجئ خفض الإنتاج من جانب واحد بمقدار مليون برميل يوميا خلال شهري فبراير ومارس.

وامتد الارتفاع أيضا إلى ما وراء أسعار النفط الخام الرئيسية لعقود الخيارات التي تعطي قوة على طرفي منحنى العقود الآجلة للنفط.

وعزز المضاربون الرهانات الصعودية على خام برنت إلى أعلى مستوى في 11 شهرا، بينما ارتفعت مراكز الشراء الصافية في البنزين إلى أعلى مستوى لها في 10 أشهر.

وقال فيل ستريبل، كبير استراتيجيي السوق في “بلو لاين فيوتشرز إل إل سي” ( Blue Line Futures LLC) في شيكاغو: “يبدو النفط الخام بمثابة سلعة بالغة الأهمية مع إعادة فتح الاقتصاد، وزيادة الطلب وبناء الثقة إزاء لقاح كورونا.. المملكة العربية السعودية تبذل قصارى جهدها حقا لمحاولة المساعدة في دعم أسعار النفط”.

وارتفعت الرهانات على صعود أسعار الذهب إلى أعلى مستوى لها في 16 أسبوعا، وبلغت مراكز الشراء الصافية لـ البلاتنيوم أعلى مستوياتها منذ فبراير. وعزز المستثمرون أيضا رهاناتهم على مراكز الشراء الصافية للفضة للأسبوع الخامس.