«طالبان» تعزز مواقعها بالقرب من مزار شريف ومخاوف من السيطرة عليها
قالت مصادر رسمية أن حركة «طالبان» تسعى إلى السيطرة على مزار شريف،
كبرى مدن شمال أفغانستان حيث عززت مواقعها، فيما تعتزم الولايات المتحدة
إجراء محادثات في الدوحة هذا الأسبوع من أجل الضغط على الحركة لوقف
هجومها العسكري.
وأعلنت الخارجية الأميركية في بيان مساء أمس الاثنين أن السفير خليل زاد
«سيتوجه إلى الدوحة للمساعدة في صياغة استجابة دولية مشتركة للوضع
المتدهور بسرعة في أفغانستان». وأضافت أنه «سيحض «طالبان» على وقف
هجومها العسكري والتفاوض على اتفاق سياسي، وهو السبيل الوحيد
لتحقيق الاستقرار والتنمية في أفغانستان».
دعم كابل
وخلال الأسابيع الأخيرة، أوضحت إدارة بايدن أن واشنطن ستحافظ على «دعمها»
الحكومة في كابل، خصوصاً في ما يتعلق بالتدريب العسكري، لكن بالنسبة
إلى بقية الأمور، على الأفغان أن يقرروا مصيرهم.
وقال الناطق باسم البنتاغون جون كيربي أمس «هذا بلدهم الذي يجب أن
يدافعوا عنه. هذه معركتهم».
لكن في شمال أفغانستان، الوضع يتغير بسرعة. فبعد احتلال مدينة قندوز الكبيرة
الواقعة في الشمال الشرقي، وكذلك مدينتي ساري بول وتالقان الأحد في غضون
ساعات قليلة، أضافت «طالبان» الاثنين إلى قائمتها مدينة أيبك البالغ عدد
سكانها 120 ألف نسمة والتي سقطت من دون مقاومة.
وباتت «طالبان» تسيطر على ست من عواصم الولايات الأفغانية البالغ عددها 34 بعدما استولت السبت على شبرغان معقل زعيم الحرب عبد الرشيد دوستم على مسافة حوالي 50 كيلومترا شمال ساري بول، والجمعة على زرنج عاصمة ولاية نيمروز البعيدة في جنوب غربي البلاد عند الحدود مع إيران.
وفر آلاف من شمال البلاد ووصل كثر إلى كابل الاثنين بعد رحلة لعشر ساعات في السيارة عبروا فيها العديد من حواجز «طالبان».
وتسيطر حركة «طالبان» التي تتقدم بسرعة الآن على خمس من عواصم الولايات التسع في الشمال فيما القتال مستمر في العواصم الأربع الأخرى.
ويبدو أن الحركة لا تفكر في إبطاء الوتيرة المحمومة لتقدمها في الشمال، فقد أعلن المتمردون أنهم هاجموا مزار الشريف كبرى مدن شمال أفغانستان وعاصمة ولاية بلخ. لكن السكان والمسؤولين قالوا إنهم لم يصلوا إليها بعد.
وقال مرويس ستانيكزاي الناطق باسم وزارة الداخلية في رسالة إلى وسائل الإعلام إن «العدو يتحرك الآن باتجاه مزار شريف لكن لحسن الحظ أحزمة الأمان (حول المدينة) قوية وتم صد العدو».
ومزار شريف مدينة تاريخية ومفترق طرق تجاري. وهي من الدعائم التي استندت إليها الحكومة للسيطرة على شمال البلاد. وسيشكل سقوطها ضربة قاسية جدا للسلطات.