طالبان تهجر مئات الأشخاص من أقلية الهزارة الشيعية من منازلهم

20

كشف تحقيق أجرته بي بي سي أن حركة طالبان تطرد بشكل منهجي المئات من أقلية الهزارة، من منازلهم.

واستطاعت الحركة طرد ما يزيد على 1200 أسرة من قرى في مقاطعة دايكوندي بوسط أفغانستان منذ بداية

الشهر الماضي.

وادعت طالبان أن هذه الأسر تعيش هناك بشكل غير قانوني، بيد أن السكان المحليين يقولون إن العائلات

لديها وثائق هوية سليمة.

وثمة اعتقاد بأن ما يزيد على أربعة آلاف شخص شردوا نتيجة ذلك، كما تعزز عمليات طرد السكان هذه مخاوف

من أن حركة طالبان ستضطهد مرة أخرى أقلية الهزارة الشيعية، كما فعلت في الماضي.

يأتي ذلك في أعقاب إعلان منظمة العفو الدولية أن طالبان قتلت 13 شخصا من أقلية الهزارة الشيعية، من

بينهم فتاة مراهقة.

وقالت المنظمة إنها رصدت أدلة تشير إلى مقتل الضحايا في مقاطعة دايكوندي في أغسطس/آب.

وأضافت أن تسعة جنود حكوميين سابقين استسلموا لطالبان، وأن عمليات القتل كانت فيما يبدو جريمة حرب.

ونفت طالبان الادعاءات، وقالت لبي بي سي إن تقرير منظمة العفو الدولية أظهر فقط “جانبا واحدا” من القصة.

وتعد هذه هي المرة الثانية التي تُتهم فيها طالبان بقتل أفراد من الهزارة منذ وصول الحركة إلى السلطة في

أغسطس/آب.

عمليات الإعدام

وتعد أقلية الهزارة، ثالث أكبر مجموعة عرقية في أفغانستان، وهي تنتمي لطائفة الشيعة المسلمة، وتعرض

أفرادها لتمييز واضطهاد طويل الأمد في أفغانستان وباكستان ذات الأغلبية السنية.

وقالت المنظمة إن ضحيتين أخريين في عمليات القتل المنسوبة في مقاطعة دايكوندي، كانا من المدنيين،

من بينهما فتاة تبلغ من العمر 17 عاما، أُطلق النار عليها عندما فتحت طالبان النار على تجمع يضم عائلات

بعض الجنود.

وأضافت المنظمة في تقرير نُشر يوم الثلاثاء أن المدنيين الاثنين قتلا أثناء محاولتهما الفرار.

وقالت أنييس كالامارد، الأمينة العامة لمنظمة العفو: “عمليات الإعدام بدم بارد هذه دليل آخر على أن طالبان

ترتكب نفس الانتهاكات المروعة التي عُرفت عنها أثناء حكمها السابق لأفغانستان”.

وأضافت: “طالبان تقول إنها لا تستهدف موظفين سابقين في الحكومة السابقة، بيد أن عمليات القتل هذه

تتعارض مع هذه الادعاءات”.

وذكر تقرير سابق للمنظمة، صدر في أغسطس/آب، أن طالبان “ذبحت” تسعة أفراد من أقلية الهزارة في

ولاية غزنة في يوليو/تموز الماضي.

نتيجة غير مقبولة

وقال قاري سعيد خوستي، المتحدث باسم وزارة الداخلية في طالبان، لبي بي سي: “هذا تقرير من جانب

واحد، وندعو جميع المنظمات الدولية للحضور وإجراء تحقيق مناسب في هذا المجال”.

وأضاف: “هذه نتيجة غير مقبولة وخالية من الشفافية”.

ويشير تقرير منظمة العفو الدولية إلى سفر نحو 300 من مقاتلي طالبان في 30 أغسطس/آب إلى منطقة

قريبة من قرية داهاني قل، حيث كان أفراد من القوات الحكومية السابقة يقيمون مع عائلاتهم.

وأضاف التقرير أن أفراد قوات الأمن الأفغانية السابقين وعائلاتهم حاولوا الفرار، بيد أن طالبان تعقبتهم وفتحت

النار عليهم.

وقالت المنظمة إن جنديا سابقا رد بإطلاق النار، مما أسفر عن مقتل أحد مقاتلي طالبان وإصابة آخر، كما

قُتل جنديان سابقان آخران في تبادل لإطلاق النار.

وأفاد التقرير أن تسعة جنود سابقين آخرين استسلموا، بيد أن طالبان “اقتادتهم على الفور إلى حوض نهر قريب وأعدمتهم”.