طوكيو تتأهب لافتتاح الأولمبياد وتتحدى جائحة «كورونا»

13

بعد تأجيل تاريخي من العام الماضي بسبب فيروس كورونا، تنطلق في طوكيو الجمعة رسميا الألعاب الأولمبية التي عرفت شدا

وجذبا بشأن إلغائها أو إقامتها. ويجرى الأولمبياد في ظل إجراءات صحية صارمة وصلت إلى حد إقامة المنافسات دون حضور

جماهيرها. وينصب التركيز بداية من اليوم على الرياضيين الذين يبدؤون التنافس على الميداليات الملونة.

في خضم جدل مستمر حيال إقامته أو إلغائه، سيبصر أولمبياد طوكيو الصيفي أخيرا النور الجمعة ليستمر إلى غاية 8 آب/أغسطس المقبل وسط قيود مشددة لتفادي تفشي كوفيد-19 وحظر جماهيري أجنبي ومحلي.

على الملعب الأولمبي الذي استضاف ألعاب 1964 وأعيد بناؤه ليتسع لـ68 ألف متفرج، سيحضر ألف شخص فقط من المدعوين، حفل افتتاح كانت المدن تتنافس في ما مضى لجعله الأكثر إثارة في تاريخ الألعاب المقامة مرة كل أربع سنوات.

وسيكون الافتتاح (الثامنة مساء بالتوقيت المحلي، 11:00 ت غ) بحضور الإمبراطور ناروهيتو، مناسبة لتكريم ضحايا كارثة فوكوشيما النووية في آذار/مارس 2011، إثر زلزال مدمر بقوة 9 درجات قبالة الساحل الشمالي الشرقي وتسونامي هائل أدى إلى انصهار نووي وتلويث المناطق المجاورة بالإشعاع.

عزيمة وخيبة

وبعدما تأجلت في آذار/مارس 2020 لمدة سنة، تضمنت رحلة الألعاب قائمة طويلة من التعقيدات، هددتها في بعض الأحيان

من أن تصبح أول ألعاب حديثة بعد الحرب يتم إلغاؤها. حينها، أمل المسؤولون اليابانيون أن تكون “دليلا على انتصار البشرية على

الفيروس”.

لكن تصاعد حدة تفشي فيروس كورونا عالميا وظهور المزيد من المتحورات المعدية، خفض حدة النغمة المنتصرة وأثار معارضة متزايدة داخل البلاد.

ومع تفكيك “اللغم” تلو الآخر، حان وقت الاحتفال، ولو أن الألعاب ستكون منقوصة من أبرز مكوناتها، أي الجماهير الغائبة عن

مدرجات أنفق اليابانيون الغالي والنفيس لبنائها أو تجديدها.

“أوتشا”

وفيما يُتوقع أن يكون هذا الأولمبياد نسخة باهتة عن الاحتفالات السابقة، يحاول المنظمون التعويض على المشاهدين بالاعتماد على تكنولوجيات بث وابتكارات متطورة ليتمكنوا من عيش الحدث.

أنشأت شركة “أو بي إس” (خدمات البث الأولمبية) تسجيلات صوتية من ضوضاء الجماهير في الألعاب السابقة لتتكيف مع كل رياضة، وسيتم بثها في أماكن المنافسات.

وسيتمكن الرياضيون أيضا من تلقي التشجيع من خلال شاشات عرض لمشاهد فيديو (سيلفي) مرسلة من كل أنحاء العالم، والتواصل عن طريق الفيديو مع أحبائهم بمجرد انتهاء مسابقاتهم.

وعلى الرغم من التدابير القاسية المتخذة قبل وصول المشاركين في الأولمبياد، على غرار الخضوع لعدة فحوص “بي سي آر”

وتنزيل تطبيقات تتبع ومراقبة صحية أبرزها “أوتشا”، ظهرت بعض الإصابات لدى الرياضيين وإداريي البعثات في الأيام التي

سبقت حفل الافتتاح.

ولتجنب ارتفاع عدد الاصابات، فرض المنظمون حظرا على المعانقة أو المصافحة خلال الاحتفالات بتحقيق النصر.

يتعين عليهم ارتداء الكمامات طوال الوقت باستثناء فترة تناول الطعام، النوم أو التنافس، ويسمح لهم فقط بالتنقل بين القرية الأولمبية وباقي المنشآت الرياضية.

من سيكون نجم الأولمبياد؟

احتكر السباح الأمريكي مايكل فيلبس (23 ذهبية) وعداء المسافات القصيرة الجامايكي أوسين بولت (8 ذهبيات) النجومية في

النسخ الثلاث الأخيرة في بكين 2008، لندن 2012 وريو 2016.

لكن مع اعتزال العملاقين، تبدو الساحة خالية لطامحين في التربع على عرش الأولمبياد.

في طوكيو، يأمل الأمريكي كايليب دريسل أن يصبح رابع سباح في التاريخ يحرز سبع ذهبيات في نسخة واحدة.

دريسل (24 عاما) كان قد أحرز ذهبيتين في ريو 2016، لكنه حقق تطورا رهيبا في السنوات الأخيرة، وتوج 13 مرة في بطولة

في العالم منذ 2017.

تستعد مواطنته كايتي ليديكي، حاملة 5 ذهبيات، للغوص في الأحواض مع مهمة تحقيق رباعية تاريخية في سباقات 200

و400 و800 و1500 م.

وتأمل لاعبة الجمباز الأمريكية سيمون بايلز في معادلة الرقم القياسي للسوفياتية لاريسا لاتينينا باحراز تسع ذهبيات أولمبية.

وبعد تحطيمه هذا الشهر رقما قياسيا صامدا منذ 1992 في 400 م حواجز، تتركز الأضواء على النرويجي كارستن فارهولم،

ومثله فعلت الأمريكية الشابة سيدني ماكلافلين في المسافة عينها عندما تفوقت على مواطنتها دليلة محمد.

وبعدما فرض نفسه ملكا لمسابقة الوثب بالزانة وتحطيم الرقم العالمي، يستعد السويدي أرمان “موندو” دوبلانتيس لتذوق

طعم الذهب بعمر الحادية والعشرين.

وينتظر سباق 10 آلاف م لدى السيدات، منافسة طاحنة بين الإثيوبية ليتيسينبيت غيدي والهولندية سيفان حسن، بعد

تحطيمهما الرقم العالمي في غضون يومين.

ومن الرياضيين المنتظرين في طوكيو، المصنف أول عالميا في كرة المضرب الصربي نوفاك جوكوفيتش، لاعب كرة السلة

الأمريكي كيفن دورانت والسباح البريطاني آدم بيتي.

ولدى العرب، يحلم القطري معتز برشم بذهبية أولمبية أولى في الوثب العالي، بعد برونزية 2012 وفضية 2016، يضيفها إلى

لقبيه في مونديالي 2017 و2019.

ويُعد المغربي سفيان البقالي من أبرز المرشحين في سباق 3 آلاف م موانع، فيما يعول المصريون كثيرا على لاعبة التايكواندو

هداية ملاك، وتأمل التونسية أنس جابر بمنح ذهبية تاريخية لتونس في كرة المضرب بعد بلوغها ربع نهائي بطولة ويمبلدون.