عباس يطالب بتحرك دولي لوقف “جرائم” إسرائيل بغزة في فعالية أممية لإحياء النكبة
دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الخميس، خلال فعالية أممية لإحياء ذكرى النكبة، إلى تحرك دولي عاجل لوقف الحرب و”الجرائم” في غزة، محذرا من استمرار التهجير الجماعي والمعاناة الإنسانية تحت الحصار.
حث الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في فعالية أقيمت بالأمم المتحدة بمناسبة إحياء ذكرى “النكبة” يوم الخميس، المجتمع الدولي على تعزيز الجهود لوقف الحرب في غزة، مشيرا إلى أوجه الشبه بين التهجير الجماعي عام 1948 والنزاع الجاري حاليا.
وتواصل الأمم المتحدة منذ 2023 إحياء ذكرى “النكبة” التي شهدت تهجير نحو 700 ألف فلسطيني بالتزامن مع إعلان قيام دولة إسرائيل عام 1948.
ويؤكد فلسطينيون أن أحداث الذكرى لهذا العام تتكرر حاليا في غزة والضفة الغربية المحتلة، في ظل استمرار المعاناة.
ويواجه قطاع غزة، الواقع تحت حصار خانق، عمليات قصف إسرائيلية أودت بحياة عشرات الآلاف من الفلسطينيين.
وقرأ المندوب الفلسطيني الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور كلمة للرئيس عباس جاء فيها: “التاريخ لا يمحى، والعدالة لا تسقط بالتقادم”.
«هيرميس» تغير توقعاتها لسعر الدولار بالعام المالي المقبل وتبدي تفاؤلًا بأداء الاقتصاد المصري
وأردف عباس: “نقف اليوم أمامكم ليس فقط لنحيي هذه الذكرى الحزينة، بل أيضا لنجدد العهد بأن النكبة لم ولن تكون قدرا محتوما ودائما لشعبنا”.
ووصف ما يجري في غزة بأنه جرائم إبادة جماعية وعمليات تدمير وتجويع ممنهجة تهدف إلى تهجير الفلسطينيين، إلى جانب استمرار سرقة الأراضي في الضفة الغربية والقدس الشرقية، حسب تعبيره.
كما شدد عباس على ضرورة تحرك دولي فاعل لوضع حد لهذه المأساة الإنسانية، قائلا إنها أصبحت وصمة عار في جبين العالم.
اقرأ أيضاحماس تطالب بوقف الحرب وترفض تصريحات ترامب وتقول إن غزة “ليست للبيع”
ومن المنتظر أن تنظم الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤتمرا في حزيران/يونيو المقبل لدعم حل الدولتين وإنهاء النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، بمشاركة رعاية فرنسية-سعودية.
وشدد خالد خياري، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ، على أن تحقيق السلام يتطلب تقدما فعليا نحو حل الدولتين وإنهاء الاحتلال، وإقامة دولة فلسطينية تكون غزة جزءا أساسيا منها.
120 قتيلا في غزة
وفي الأثناء، أعلنت مصادر في الدفاع المدني بقطاع غزة أن 120 شخصا قتلوا الخميس جراء غارات إسرائيلية متفرقة، في حين أفادت منظمة غير حكومية مدعومة من الولايات المتحدة أنها ستبدأ توزيع المساعدات الإنسانية أواخر أيار/مايو الجاري.
وأشار مسؤول رفيع في حركة حماس إلى أن إدخال المساعدات لغزة يعد الحد الأدنى لأي مفاوضات مع إسرائيل، التي تفرض حصارا مشددا على القطاع منذ بداية آذار/مارس.
وقال باسم نعيم، عضو المكتب السياسي لحماس: “الحد الأدنى لبيئة تفاوضية مواتية يتطلب إلزام حكومة نتنياهو بفتح المعابر والسماح بدخول المساعدات الإنسانية والغذائية والدوائية”.
وأضاف أن الحصول على الغذاء والماء والدواء “حق إنساني أساسي، ولا يجب أن يكون محل تفاوض”.
تواصل إسرائيل منع دخول المساعدات إلى قطاع غزة منذ 2 آذار/مارس، الذي يقطنه نحو 2.4 مليون نسمة، وقد استأنفت عملياتها العسكرية في 18 من الشهر نفسه بعد هدنة دامت شهرين.
وحذرت منظمات غير حكومية، بينها أطباء العالم وأطباء بلا حدود وأوكسفام، يوم الأربعاء من خطر حدوث “مجاعة جماعية” إذا استمر منع المساعدات الإنسانية عن القطاع.
وذكر المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، أن حصيلة الغارات الإسرائيلية منذ فجر الخميس بلغت 120 قتيلا.
أعلنت منظمة الصحة العالمية توقف آخر مستشفى في غزة يقدم الرعاية لمرضى القلب والسرطان عن العمل، إثر هجوم إسرائيلي وقع الثلاثاء.
واتهمت المقررة الأممية للأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيزي إسرائيل “بقتل ما تبقى من بشرية”.
وتحدث أمير صالحة (43 عاما) من تل الزعتر شمال القطاع عن “قصف إسرائيلي عنيف طوال الليل”، مؤكدا أن “قذائف الدبابات تسقط بلا توقف والمناطق مكتظة بالنازحين والخيام”.
وحضت حركة حماس المجتمع الدولي على محاسبة إسرائيل على ما وصفته بأنه “تصعيد همجي”.
بدورها، أعلنت مؤسسة “غزة الإنسانية”، المدعومة من واشنطن، الأربعاء عن بداية توزيع مساعدات إنسانية هذا الشهر، مطالبة إسرائيل بضمان نقاط آمنة للتوزيع شمال القطاع.
في المقابل، أكدت الأمم المتحدة أنها لن تشارك في عمليات توزيع المساعدات عبر هذه المنظمة، مشيرة إلى مخالفتها لمبادئ الحيادية والاستقلالية.
وصرح فرحان حق، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة: “أكدنا بوضوح مشاركتنا فقط في عمليات تتوافق مع مبادئ النزاهة والحيادية والاستقلالية، ولن نشارك في خطة التوزيع هذه”.
انفتاح أمام طروحات جديدة
من ناحيته، أكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو من تركيا أن بلاده منفتحة على أي أفكار جديدة لإيصال المساعدات للقطاع.
وأوضح: “نحن نرحب بأي بدائل فعالة إذا وجدت، وندعم كل المساعدات بشرط ألا تصل لحماس”.
أما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فقال الخميس إنه يرغب في أن “تتولى” بلاده إدارة غزة وتحويلها إلى “منطقة حرية”.
وأوضح من قطر: “لدي تصورات جيدة جدا لغزة، وهي: جعلها منطقة حرية… سأكون فخورا لو امتلكتها الولايات المتحدة وجعلتها هكذا”.
وردا عليه، شدد باسم نعيم أن “غزة جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية، وليست عقارا للبيع”.
تقدر الأمم المتحدة أن 70% من مناطق غزة أخلِيت أو تواجه خطر الإخلاء.
باعتراض صاروخ أطلق من اليمن، حيث أعلن الحوثيون استهداف مطار تل أبيب.
