لعلك قد وجدت العنوان صادما! هذا طبيعي تماما، فقد تربينا أو بمعنى أصح تبرمجنا على أن حب النفس شيء مذموم ويجب الابتعاد عنه! لذلك، ستجد الأمر غريبا أن تلغي هذه البرمجة العميقة و تبدأ بحب نفسك.
حب النفس مقابل الأنانية
حب النفس، للأسف، يجده العديد من الناس بداية للوصول للأنانية وذلك بسبب تأثير اختلاط المعاني في الوعي اللغوي الجمعي. لذا، علينا أننعي أن حب النفس هو الداعم والمساهم للإنسان أن يثق بنفسه وبقدراته لينجح في رحلته في هذه الحياة. علينا أن نفرق هنا بين “حب” النفس و ” تفضيل” النفس على الآخر ، ومعرفة هذا الفرق يرفع وعيك بمفهوم الحب الحقيقي للنفس.
هل علاقاتك عاطفية؟
إن أول ما يتبادر للذهن لدى سماع عبارة علاقة عاطفية هو أنها علاقة حب بين رجل وامرأة. والحقيقة أنها تعني علاقة قائمة على العواطف. أي أن طرفاها يتعاملان مع بعضهما على حسب مشاعرهما وحالاتهما المزاجية. وهي حالة قد تتواجد في أي علاقة، بداية من علاقتك بنفسك، بمنزلك، بعملك، … الخ علاقاتك بكل الأشياء والأشخاص. العلاقة العاطفية باختصار هي أي علاقة غير متزنة و غير متوازنة، حيث معيار الاتزان هو الثبات بلا ميل أو تقلب و معيار التوازن هو العطاء والأخذ بين طرفي العلاقة.
الشعور منفصل عن العلاقات
تختل العلاقات وتنهار بسبب الخلط بين المشاعر والعلاقات. فمشاعرك تخصك أنت وتتفاعل بداخلك، ولا يمكنها لا معاقبة الآخر ولا مكافأته. أما العلاقات تقوم على السلوكيات من الأقوال والأفعال وتُصنّف إما بعلاقات متزنة أو عاطفية.
للمزيد عن العلاقات العاطفية استمع إلى حلقة الطريق إلى الحب اللامشروط من بودكاست ترميم مهارات اللغة
الحب ليس هو التعاطف
سلوكيات الحب ليست هدية أو جائزة وهي ليست أيضا مساعدة أو إنقاذ لشخص بائس أو حزين لاخراجه من أحزانه. لا تقدم الحب كمنقذ، ولا تشحذ الحب كضحية و لا تنتقم ممن يرفض حبك كمضطهد. انتبه لمن تقدم مشاعر الحب والتي ستحولها إلى قول وفعل واتفاق مع الطرف الآخر. واختر دوما من يحب نفسه كثيرا ويقدرها، فهذا هو من يستحق أن تبني معه علاقة ، مؤكد ستكون متزنة و متوازنة، حيث تعطي فيها وتأخذ بأريحية وسعادة.