عصام أبوبكر يكتب : لقاء ترامب ونتنياهو ومخطط الشرق الأوسط الجديد
١أثمر لقاء نتنياهو مع ترامب عن مخطط واضح يسعي من خلالة كلا من ترامب ونتنياهو إلى رسم خريطة الشرق الأوسط الجديد من خلال تثبيت الكيان الإسرائيلي وتوسعته وإمتداد حدودة في المنطقة، ومنع ذوبان هذا الكيان في الأمن غير المستقر مع الفلسطينين اولا ومع المحيط العربي ثانيا فهذا اللقاء الهدف منه رسم خريطة الشرق الأوسط الجديد والاستيلاء علي غزة بعد تدميرها وتهجير سكانها كما يمثل مرحلة ما بعد تسليم الرهائن الإسرائيليين، حيث تتم مناقشة الخطوات القادمة في الشرق الأوسط الجديد بقيادة إسرائيل وأمريكا وفق مخطط مدروس يسير وفق عدة مراحل
أولًا: العودة إلى الحرب في غزة مع
تأكيد ضرورة إعادة تدمير ما تبقى من جنوب غزة.وإجبار حماس على الخروج طوعًا أو تصفية جميع قادتها داخل غزة وخارجها وبدء ترحيل الغزيين إلى خارج القطاع، مع احتمالية نقلهم إلى الأردن أو مصر كمحطة عبور وليس للإقامة الدائمة، ولا يُستبعد أن تتخذ إسرائيل قرارًا بترحيلهم إلى الحدود اللبنانية السورية، أو عبر البحر، أو جوًا من خلال بناء مطار وميناء بمواصفات بدائيةمع محاولة توزيع سكان غزة في دول العالم، خاصة أن التعاطف الدولي قد يُستخدم كمدخل لقبول استقبالهم في عدة دول.فهو يريد التخلص من سكان غزة على سنوات لصالح غزة المدينة الذكية والتي ستكون متعددة الجنسيات ولصالح الولايات المتحدة الأمريكية
ثانيًا: إنهاء السلطة الفلسطينية ومرحلة محمود عباس وقد تبدأ هذه المرحلة فور عودة نتنياهو من واشنطن ومن المتوقع فرض إغلاق مؤقت في الضفة الغربية، فالسلطة القادمة قد تكون بقيادة شخصية مستقلة، فلسطيني مزدوج الجنسية (أمريكي أو أوروبي)، أو شخصية تحمل الهوية الإسرائيلية من القدس أو الداخل المحتل (48).، وإغراق الضفة الغربية لصالح الاستيطان وتحويلها إلى نموذج استيطاني وبنية تحتية كبيرة، وخط قطارات يصلها بتل أبيب ومنع توسع الفلسطينيون في أراضيهم لصالح مشروع يهودا والسامرة ،وتحويل القضية الفلسطينية من قضية تحرر إلى قضية اقتصادية وسيعيش الفلسطينيون كأقلية عربية في الضفة الغربية مع بعض الأمتيازات الاقتصادية
والهدف تصفية القضية الفلسطينية نهائيًا مع تجنيس اللاجئين الفلسطينيين في الدول التي يقيمون بها باعتبارهم مواطنين مع إنهاء آخر ما تبقى من القضية الفلسطينية من خلال هذا المخطط الشامل.
ثالثا .. يريد إنهاء الاسلام السياسي في الشرق الأوسط وبدأ يحصد النتائج التي سعى إليها منذ 7 اكتوبر ، وإنهاء حماس وغزةوقد تم له ذلك وانهاء حزب الله ، وضربات في العراق وسوريا واليمن مع استهداف حزب الله في لبنان وسوريا مع إعادة قصف مواقع تابعة لحزب الله في لبنان والعمل على تقوية الدولة اللبنانية ودعم الجيش اللبناني وقد يكون هناك دور سعودي مرتقب في هذه الخطة، والقضاء علي سوريا كدولة بضرب مقدرات الجيش السورى.
رابعا ..يريد نتنياهو تدمير الحوثيين وتأميم البحر الاحمر لصالح امريكا واسرائيل وأوروبا وبعض الأنظمه العربية ، وخط تجاري اقتصادي من الهند حتى إسرائيل فيما يطلق عليه ” الممر الاقتصادي ” وذلك بتوجية ضربات قوية لليمن وتأميم البحر الاحمر، وسيتم تدميره للتخلص من الحوثيين بحيث يستحيل أن يعودو للهيمنة على البحر الاحمر وهذا لن يتم إلا بمزيد من التدمير في اليمن
خامسا .. استهداف إيران وتنفيذ استراتيجية لإنهاء النظام الإيراني تبدأ بالخيار الاقتصادي والسياسي ،ثم الانتقال إلي ضرب إيران عسكريا بعد إنهاء قوة جميع خلاياها بحيث تنفرد اسرائيل بها ،واهمها المفاعل النووي وضرب المفاعل النووي الايراني ليس بالضرورة في هذه المرحلة وانما سيبقى على جدول الخيارات اللاحقة ودون انذار ..
سادسا…التطبيع مع السعودية وهذا الهدف الماسي لإسرائيل وهذا سيقود الشرق الاوسط من وجهة نظر إسرائيل إلى الانفتاح والازدهارعلي الشرق الأوسط الجديدمقابل ان تقوم اسرائيل على تطوير الدول العربية وتقديم الخبرات الاسرائيلية في مجالات التكنولوجيا والطب والزراعة والطاقة والبنية التحتية، وفتح باب السياحة الدينية والاقتصادية لرؤوس الأموال العربية وبالأخص الاستثمارات، بحيث تكون إسرائيل شريكة فيها مقابل سحب الوصاية على المقدسات في القدس ونقل الوصاية من العرش الهاشمي إلى محمد بن سلمان.مع تقديم أموال للملك الأردني مقابل القبول بهذا التغيير.وفي حال رفض الأردن استقبال الغزيين قد يواجه العرش الهاشمي خطر التهديد بالانهيار
سابعًا: إعادة إعمار غزة والدول التي ستشارك في تمويل إعادة الإعمار والتي تشمل السعودية، الإمارات، الكويت، قطر، وبعض دول آسيا (مثل اليابان والصين)مع مشاركة بعض الدول الأوروبية، خاصة بريطانيا وألمانيا، إلى جانب مؤسسات إنسانية ومنظمات دولية.
ثامنا: بحث مستقبل القيادة السوريةبحث خيارات استبدال القيادة الحالية في سوريا ودور السعودية في إعادة إعمار سوريا، مع ضبط وتأمين الحدود بين سوريا وإسرائيل
تاسعًا: إعادة هيكلة الأمم المتحدة
مع إنهاء دور بعض مؤسسات الأمم المتحدة وإعادة ترتيب مجلس الأمن وإلغاء المؤسسات الداعمة للاجئين الفلسطينيين، وعلى رأسها الأونروا.
عاشرا ..فتح العالم العربي لليهود بحيث يستطيعون التجول به بسياراتهم في دول الخليج والمنطقة العربية برمتها ، و نهاية الحروب مع إسرائيل والتي ستتصدر الشرق الأوسط مقابل ازدهار مبني على القوة الاقتصادية والتكنولوجية لصالح إسرائيل ، وما ينبثق عن كل ذلك لاحقا هو ريادة وقيادة اسرائيل لمنطقة الشرق الأوسط مع حلفائها وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية