عصام أبوبكر يكتب: حرب التجويع …وعودة حرب غزة
يبدو أن إسرائيل قد بدأت حرب تجويع ضد سكان غزة فقد قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو وقف دخول جميع الإمدادات والمساعدات الإنسانية إلى غزة اعتباراً من صباح الأحد، وذلك بهدف الضغط على حماس للموافقة على مقترح ويتكوف،. معتبرين أن أهمية ذلك القرار تكمن في الضائقة الحقيقية في غزة، وقال مكتب رئيس وزراء الإحتلال إن القرار اتُخذ، لأن حماس رفضت قبول الاقتراح الأمريكي بتمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار في غزة، التي انتهت السبت”
وحذرت منظمات دولية من خطر المجاعة وما تفعلة إسرائيل من ما أسمته ” حرب التجويع ” في غزة إذا إستمر قطع الإمدادات عن غزة خاصة وأن غالبية السكان في غزة يعيشون علي الإمدادات الغذائية من خارج القطاع بعد تدميره وإنهاء كل سبل العيش به وحذرت المنظمات متسائلة ماذا سيحدث إذا بدأ أهل غزة يتضورون جوعاً خاصة وأننا في شهر رمضان الكريم، في حين صرح المكتب الإعلامي بغزة أن منع إدخال المساعدات الإنسانية إلي غزة يعني فعليا حرب تجويع على أهالي غزة الذين يعتمدون كليا على المساعدات الإنسانية .
ورفضت حماس الموافقة على تمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة مثلما طلبت إسرائيل، وأعلنت أنها لن تُطلق سراح المحتجزين الإسرائيليين المتبقين إلا بموجب شروط الاتفاق المرحلي المتفق عليه بالفعل.وأكدت حماس إن قرار نتنياهو بوقف المساعدات الإنسانية ابتزاز رخيص وجريمة حرب وانقلاب سافر على الاتفاق
ويبقي السؤال المهم هل هناك عودة للحرب على غزة..؟؟
من يعتقد أن الحرب لن تعود فهو مخطئ، ستكون هناك جولة أخري من الحرب لكنها لن تكون طويلة لكنها ستكون جولة سريعة لكنها مدمرة، ذات أهداف محددة زمنيًا، وستجعل الأوضاع في غزة أكثر مأساوية والهدف هو أن يرفع سكان غزة صوتهم ضد حماس، ويطالبوها بتسليم ما تبقى من الأسري لحماية أرواح المدنيين، وإلا فإن العواقب ستكون كارثية، وللأسف هذه المره لن يكون هناك دعم إقليمي أو دولي للتخفيف من حدتها.
بالتأكيد ستعود الحرب فقد كان ذلك واضحًا على الأقل بالنسبة لي قبل وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الدفعة الأولى من الأسري، فما جرى لا يمثل نهاية الحرب، بل هو مجرد صفقة تبادل، بينما تبقى العمليات العسكرية خيارًا قائماً، عودة الحرب تبدو قريبة، وربما خلال شهر رمضان.لكنها لن تكون حرب طويلة ،لكنها ستكون شديدة العنف، وقد يسقط عدد كبير من الشهداء في غزة .
ومن السيناريوهات المحتملة إذا عادت الحرب أن تشهد هذه الحرب موجة نزوح جماعي للغزيين باتجاه سيناء.وللأسف سوف تحظى هذه الحرب بدعم واسع من الشارع الإسرائيلي، ولن تواجه معارضة دولية تُذكر، كما لن يُسمح لمعارضي الحرب في أمريكا وأوروبا وحتى الدول العربية بالخروج إلى الشوارع كما حدث في بداية الحرب.نظرًا لأن عدد الرهائن المتبقين لدى حماس ليس كبيرًا،
كما إن الاحتفالات التي نظمتها الفصائل الفلسطينية بمناسبة الإفراج عن الأسرى سيكون لها ثمن باهظا فإسرائيل كيان صهيوني نرجسي انتقامي، وما حدث خلال فترة وقف إطلاق النار لن يمر دون ردّ. فلا تزال حماس تعتقد أنها لاعب رئيسي وقادرة على تحقيق إنجازات، لكنها في الواقع تعيش مرحلة الاحتضار، وتحاول الإيحاء بالقوة رغم تراجعها ومن المتوقع أن تضغط قطر لإخراج قادة حماس من أراضيها، وربما يخرجون من الشرق الأوسط بالكامل. كما أن عمليات اغتيال لبعضهم، سواء داخل غزة أو خارجها، أصبحت قريبة جدًا.
ما تبقى من الأسري أصبح لا يشكل ورقة ضغط في إسرائيل، جميع المواطنين يُعتبرون مجندين، لذا فإن مسألة الأسري ليست مجرد قضية أمنية، بل تحمل بُعدًا أخلاقيًا بالنسبة للمجتمع والحكومة. لكن عمليًا، لم يعد العدد المتبقي من الرهائن كافيًا لردع التصعيد العسكري.
ومن المنوقع تشديد الحصار، وربما قطع الاتصالات والمياه ووقف إدخال المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الطبية.وقد تبدأ الحرب بضربات عسكرية مركزة على الجنوب مع السماح للغزيين بالفرار نحو سيناء وتدمير ما تبقى من غزة، لا سيما دير البلح والنصيرات والمناطق الوسطى.