عملية سرية تحت الأرض.. لماذا اخترق الكوماندوز الإسرائيلي مدينة سورية قبل سقوط بشار الأسد بـ3 أشهر؟
تبنى الجيش الإسرائيلي، رسميا تنفيذ عملية سرية في مركز بحوث علمية عسكرية في منطقة مصياف بسوريا في سبتمبر الماضي، بحسب ما نقلته القناة «13» العبرية.
ووفقا للقناة العبرية فإن هدف العملية كان تدمير منشأة تحت الأرض، حيث كانت القوات الإيرانية تصنع صواريخ دقيقة لحزب الله.
وكشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، عن كواليس العملية الإنزال الإسرائيلية، التي وقعت قبل 3 أشهر تقريبا من سقوط حكم الرئيس بشار الأسد 8 ديسمبر الماضي.
نجيب محفوظ بين النص الروائي والعرض البصري” في مجلة “مصر المحروسة”
وحينها، اعتبرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن الهجوم كانت بمثابة «الطلقة الأولى» لحملة «تل أبيب» الجديدة ضد حزب الله اللبناني.
وقالت الصحيفة العبرية إن المصنع الذي أنشأه السوريون في مصياف، حيث داهمته قوات الكوماندوز الإسرائيلية في عملية في سبتمبر الماضي، كان مصممًا لإنتاج صواريخ «أرض-أرض» دقيقة من من نوع «فتح 110» و«عماد»، والتي تعمل بالوقود الصلب.
وأنشئ المصنع من قبل شركة تطوير وإنتاج الأسلحة «سيريس» السورية، باستخدام التكنولوجيا ووسائل الإنتاج الإيرانية، منبهة إلى أن النقطة الأهم بالمصنع هو احتوائه على عدد من «الخلاطات الكوكبية» التي تخلط المواد بجرعات دقيقة وبدرجة عالية من التجانس إلى مركب متجانس يصبح فيما بعد وقود الصواريخ الصلب.
الوضع الجديد في سوريا.. ما الدور المتوقع لأميركا وأوروبا؟
مصنع تحت الأرض منحوت في عمق الصخر
حدد السوريون المصنع في مساحات تحت الأرض، منحوتة في عمق الصخر على جانب جبل، في منطقة قصفها سلاح الجو الإسرائيلي عدة مرات في الماضي.
واستندت الغارة إلى معلومات استخباراتية دقيقة تم جمعها قبل وأثناء الحرب (7 أكتوبر 2023)، حيث جاء قرار الهجوم بعد أن تبين أن المصنع مجهز ويعمل بالفعل، ووفق الصحيفة فإن الهدف لم يكن تدمير المصنع بأكمله، بل فقط «الخلاطات الكوكبية» التي بدونها لن يكون من الممكن إنتاج وقود الصواريخ الصلب.
وبحسب الصحيفة الإسرائيلية فإن أهمية الوقود الصلب تسمح بإطلاق الصواريخ دون الحاجة إلى تزويدها بالوقود، وهو ما يتطلب إخراجها من الملاجئ تحت الأرض وو«وقوفها» لمدة ساعة تقريبا، ومن ثم تكتشفهم الأقمار الصناعية ووسائل الاستخبارات الأخرى دون صعوبة ويمكن مهاجمتهم، حيث يعمل الوقود الصلب أيضًا على تحسين مدى الصاروخ ودقته بشكل كبير عند الاصطدام.
طائرات «البومة» و«العاصفة»
تمت المداهمة ليلًا عندما كان الأمن والتواجد في المصنع، والتي سبقها عدة موجات من القصف الجوي بالقرب من المصنع مما أدى إلى اختباء الحراس داخل المصنع تحت الأرض، وبعد ذلك وأثناء وتحت القصف وصل عدد من طائرات «البومة» و«العاصفة» التابعة للقوات الجوية بالقرب من المصنع.
ووفقًا للتقارير، لم تكن هناك منصة هبوط مناسبة على سفح الجبل، لذا كانت القوة الأولى لـ«شيلداج»، القوة التي سيطرت على مدخل المصنع، تتدلى من الحبال بجوار البوابة مباشرةً.
ولم تواجه قوة الاستيلاء أي مقاومة تقريبًا، ثم سلكوا طريقهم إلى الغرف التي توجد فيها الخلاطات الكوكبية، وفقًا لخطط المجمع التي كانت لديهم.
قصف لمدة 20 دقيقة
في هذه الأثناء هبطت بقية القوة على بعد بضع مئات من الأمتار، وتوجهت إلى مصنع محمل بالمتفجرات، تزامنا مع قصف طائرات سلاح الجو والاشتباك مع الجيش السوري الذي كان يؤمن المنطقة.واستمرت الغارة نفسها حوالي 20 دقيقة، وعندما عادت القوة إلى المروحيات وأقلعت، تم تفعيل العبوات الناسفة مما أدى إلى تدمير المحركات وتعطيل الطاقة الإنتاجية للمصنع بشكل فعال.
ونوهت الصحيفة إلى أن مثل هذه الخلاطات لا تكون إلا في أيدي القوى العظمى، بعد عملية القصف التي قام بها الجيش الإسرائيلي في إيران في 26أكتوبر الماضي، لم يعد لدى ما سمته «المحور الشيعي» تقريبًا أي خلاطات للوقود الصلب باستثناء خلاط واحد أو 2 في أيدي الحوثيين في اليمن.