عندما تتحوّل أنقاض غزة إلى مقابر للضحايا

0

يشير أحمد سليم إلى تلة من الكتل الإسمنتية وسط دمار واسع دُفن تحتها أفراد عائلته بعد مقتلهم في قصف إسرائيلي منذ حوالى السنة… كما آلاف الجثث الأخرى في قطاع غزة، لا تتوافر المعدات اللازمة لانتشالهم.

ويقول سليم (43 عاما) قرب أنقاض منزله في حي الزيتون في شرق مدينة غزة، “30 شهيدا هنا.. زوجتي، أولادي، أمي، أبي وآخرون ما زالوا تحت الركام… لم ينج غيري”.

ويتابع “قُصف المنزل المكوّن من خمسة طوابق في 25 كانون الأول/ديسمبر العام الماضي. لا نستطيع إخراجهم لعدم وجود معدات. لا أريد سوى انتشالهم من تحت الأنقاض ودفنهم”.

تحت أطنان ركام الحرب المدمّرة التي استمرّت سنتين بين حركة حماس وإسرائيل والتي استخدم خلالها الجيش الإسرائيلي آلاف القنابل والصواريخ والمسيّرات في القطاع الفلسطيني المحاصر، دُفنت “نحو عشرة آلاف جثة”، وفق تقديرات المتحدث باسم الدفاع المدني في قطاع غزة محمود بصل الذي تكون فرقه عادة أول من يصل الى المكان الذي تعرّض للقصف للقيام بعمليات الإنقاذ.

 

لاسم الأكثر حضورا في وثائق إبستين

ويقول بصل “لا يمكننا انتشال آلاف الجثث دون معدات ثقيلة. نحن بحاجة لإمكانيات لرفع الأسقف وأطنان الاسمنت فوق الجثث”.

ولا يتمكّن إياد ريان (55 عاما) من حبس دموعه وهو يشير الى مكان وجود جثة زوجته وطفليه تحت أنقاض منزلهم المدمّر في غرب غزة.

لم يتبقَ من المنزل الذي قصفه الجيش الإسرائيلي الشهر الماضي بعد بدء تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، إلا كومة من الركام. ويقول ريان “زوجتي وابني سمير وابنتي لانا ما زالوا هنا تحت الأنقاض، أناشد العالم مساعدتي لانتشالهم”.

وقتل 69185 فلسطينيا في الحرب في قطاع غزة، معظمهم من المدنيين، وفقا لبيانات وزارة الصحة التي تديرها حركة حماس.

ووفق مركز الأمم المتحدة للأقمار الاصطناعية (يونوسات)، تقدّر زنة الحطام الناجم عن الدمار الواسع في القطاع، بـ53,5 مليون طن، أي نحو عشرة أضعاف زنة الهرم الأكبر (هرم خوفو) في الجيزة بمصر.

ووفق بيانات الأمم المتحدة التي حللتها فرانس برس، تقدّر زنة الحطام الناجم عن الدمار الواسع في القطاع بعد عامين من الحرب بنحو 61,5 مليون طن، أي ما يعادل وزن مبنى إمباير ستيت في نيويورك بحوالى 170 مرة أو وزن برج إيفل في باريس بستة آلاف مرة.

وتروي آمال عبد العال (57 عاما) أن جثتي ابنها وشقيقها لا تزالان تحت ركام منزل العائلة في حي الصبرة في شرق مدينة غزة منذ بداية الحرب.

وتقول عبد العال التي نزحت الى مدينة خان يونس في جنوب القطاع “لا يغيبون عن تفكيري. يعتصر قلبي وأنا أتخيّل أن الكلاب قد تصل لجثثهم وتأكلها. لن أرتاح حتى أقوم بدفنهم، حتى لو لم يتبق منهم سوى عظمة واحدة”.

ثم تضيف بحسرة “العالم ظالم، نشاهد الجرافات تبحث لانتشال الأسرى الإسرائيلين، ولا يكترثون لآلاف من شهدائنا”.