غارات إسرائيلية مدمّرة بعد إطلاق 1000 صاروخ من غزة
تواصل التصعيد العسكري بين حماس وإسرائيل صباح الأربعاء
بضربات إسرائيلية جديدة على غزة بعد إطلاق أكثر من الف صاروخ
من القطاع سقط عدد منها على مدن عدة بينها تل أبيب.
وقال المتحدث باسم الجيش جوناثان كونريكوس في لقاء مع صحافيين عبر الانترنت صباح الأربعاء إن “أكثر من ألف صاروخ”
أطلقت من غزة تم اعتراض 850 منها بمنظومة الدرع الصاروخية أو سقطت على إسرائيل، بينما سقط مئتان على الجانب الآخر
الفلسطيني من القطاع منذ مساء الاثنين.
وبعد ليلة شهدت تبادل عمليات قصف بين حركة حماس التي تسيطر على القطاع وإسرائيل، قال الجيش الإسرائيلي إنه أنجز فجر
الأربعاء “سلسلة من الغارات” الجديدة والواسعة “استهدفت منازل تعود إلى أعضاء رفيعي المستوى في منظمة حماس
الإرهابية”. وأشارت حماس إلى أن هذه “الغارات المتتالية” أسفرت عن تدمير مقر قيادة الشرطة من دون أن تحدد ما إذا كانت قد
خلّفت إصابات.
وتأتي هذه الضربات الجديدة وهي الأكبر منذ حرب 2014 في القطاع بحسب الجيش، بعد إطلاق أكثر من ألف صاروخ من القطاع
الفلسطيني باتجاه الأراضي الإسرائيلية.
وبعد إطلاق الدفعة الأولى من الصواريخ باتجاه تل أبيب مساء الثلاثاء، قالت حماس ليل الثلاثاء الأربعاء إنها ستطلق أكثر من
220 صاروخا جديدا باتجاه تل أبيب وبئر السبع (جنوب) حيث أطلقت صفارات الإنذار. وأعلنت حركة الجهاد الإسلامي، ثاني مجموعة
فلسطينية مسلحة في غزة، التي قتل اثنان من قادتها على الأقل في الغارات الاسرائيلية، فجر الأربعاء أنها وجهت “ضربة
قوية إلى العدو بإطلاق مئة صاروخ”.
ودعت الأسرة الدولية إلى الهدوء في مواجهة أسوأ دوامة عنف منذ سنوات بين حماس والدولة العبرية. وذكرت مصادر
دبلوماسية أن مجلس الأمن الدولي سيعقد اجتماعا طارئا مغلقا الأربعاء سيكون الثاني خلال ثلاثة أيام.
“ستتلقى ضربة”
في الجانب الفلسطيني، أدت الهجمات الإسرائيلية التي نفذتها مقاتلات ومروحيات إلى سقوط 35 قتيلا بينهم 12 طفلا، وجرح
230 آخرين على الأقل، بحسب وزارة الصحة في غزة. في إسرائيل، أدت الصواريخ إلى مقتل ما مجموعه خمسة أشخاص وجرح عشرات آخرين حسب الشرطة وخدمات الطوارئ.
وأطلقت حماس مساء الثلاثاء أولا وابلا من الصوارخ على تل أبيب بعدما دمرت غارة اسرائيلية بالكامل مبنى مكونا من 12 طابقا
في وسط مدينة غزة، كان لقادة في الحركة مكاتب فيه. وتحدثت الحركة عن تدمير مبنى آخر يضم مقر محطة تلفزيونية محلية ومساكن ومتاجر في تسعة طوابق وأطلقت دفعة جديدة من الصواريخ.
وحذر مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط تور وينيسلاند الثلاثاء إسرائيل وحماس من “حرب واسعة” إذ لا تلوح أي إشارة إلى
تهدئة مع تصاعد العنف حاليا. وقال وزير الدفاع الاسرائيلي بيني غانتس الذي كان قائدا للجيش خلال حرب غزة عام 2014 “لا يزال
هناك الكثير من الأهداف وهذه ليست سوى البداية”، بينما أكد رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو أن حماس “ستتلقى ضربة لم تكن تتوقعها”.
وأكد رئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية في كلمة تلفزيونية إنه “مستعد” لخوض المعركة. وأضاف هنية “إذا
أرادت (إسرائيل) التصعيد، فالمقاومة جاهزة وإذا أرادت (إسرائيل) التوقف فنحن مستعدون أيضا”، داعيا قوات الأمن الإسرائيلية
إلى الانسحاب من حرم المسجد في القدس الشرقية، الذي يشهد صدامات منذ أيام بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين
فلسطينيين أدت إلى جرح أكثر من 700 شخص.
هدنة؟
امتد العنف مساء الثلاثاء إلى عدد من البلدات العربية الإسرائيلية. واعتقلت الشرطة 21 مشتبها بهم خلال احتجاجات عنيفة في
جسر الزرقاء ووادي عارة (شمال). في اللد المجاورة لمطار بن غوريون الدولي حيث تم تعليق الرحلات الجوية موقتا، أعلنت حالة
الطوارئ بعد “أعمال شغب” من قبل الأقلية العربية، على حد قول الشرطة الاسرائيلية.
ومع استمرار دوامة العنف، يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا عاجلا مغلقا الأربعاء هو الثاني خلال ثلاثة أيام، حسب مصادر
دبلوماسية. وانتهى الاجتماع الأول الإثنين من دون بيان مشترك بسبب تحفظات الولايات المتحدة على تبني نص “في هذه
المرحلة”. وقالت مصادر دبلوماسية لوكالة فرانس برس الإثنين إن الامم المتحدة بدأت وبمساعدة قطر ومصر، وساطة مع
الاطراف “المعنيين” من أجل وقف التصعيد.
لكن القاهرة ذكرت الثلاثاء أنها حاولت من دون جدوى حتى الآن، التحدث مع إسرائيل لتخفيف التوتر. وردا على سؤال حول هذه
الوساطة، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي جوناثان كونريكوس الثلاثاء “لا أعتقد أن قادتي على علم بذلك أو مهتمين بها
بشكل خاص”.