غضب شعبي مصري من خطة ترامب بشان غزة

0

تفاعل المصريون بغضب الثلاثاء مع خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر والأردن مع تقليلهم من أهمية التهديد بوقف المساعدات الأميركية إلى البلدين في حال رفضهما استقبال سكان غزة.

وعنونت صحيفة الأهرام الحكومية على صدر صفحاتها “مصر تدعو العالم لإنهاء الظلم التاريخي على الشعب الفلسطيني” فيما كتبت صحيفة المصري اليوم المستقلة “غضب فلسطيني: غزة ليست للبيع”.

مساعد وزير الخارجية للشئون الأمريكية يستقبل رئيسة شئون العلاقات الحكومية الدولية لمجموعة سيتي بنك الأمريكية

عبر منصة اكس انتشر وسم #على الجزمة ردا على ما اعتبره كثيرون محاولة تخويف.

وقد وردت هذه العبارة في خطاب شهير للرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر استخف فيه بتهديدات أميركية بشأن المساعدات المقدمة إلى القاهرة خلال مواجهة مصر مع إسرائيل إذ قال “على الجزمة ولا يهمنا”.

والاثنين صدر عن وزارة الخارجية المصرية بيان شديد اللهجة رفضت فيه أي “مساس ” بحقوق الفلسطينيين “بما فيها حق تقرير المصير، والبقاء على الأرض والاستقلال”،

وأتى البيان بعد لقاء في واشنطن بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ونظيره الأميركي ماركو روبيو.

وخلال اتصال مع رئيسة الوزراء الدنماركية ميته فريدريكسن، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السياسي إن إقامة دولة فلسطينية هي “الضمانة الوحيدة لتحقيق السلام الدائم” في المنطقة. وشدد على “ضرورة بدء عمليات إعادة إعمار قطاع غزة، بهدف جعله قابلا للحياة، وذلك بدون تهجير سكانه الفلسطينيين، وبما يضمن الحفاظ على حقوقهم ومقدراتهم في العيش على أرضهم” وفق بيان صادر عن مكتبه.

وكان ترامب قال الاثنين إنه “قد” يوقف المساعدات الأميركية إلى مصر والأردن في حال لم يوافق البلدان على استقبال فلسطينيي قطاع غزة وهو اقتراح رفضته القاهرة وعمان تكرارا.

إيران توجه شكوى إلى مجلس الامن الدولي بشأن تهديدات ترامب

– “إعلان حرب” –

وتقدم الولايات المتحدة لمصر حليفتها في المنطقة، مساعدات عسكرية قدرها 1,3 مليار دولار في السنة.

وتفيد بيانات الحكومة الأميركية بأن مصر تلقت مساعدات بقيمة 1,5 مليار دولار على الصعيدين العسكري والاقتصادي من الولايات المتحدة العام الماضي.

وقلل الدبلوماسي ومساعد وزير الخارجية المصري سابقا حسين هريدي من اهمية المساعدة الأميركية مشددا على أنها لن تؤدي إلى تغير في موقف مصر من غزة.

وأكد هريدي لوكالة فرانس برس “هذا المبلغ الصغير (حوالى 200 مليون دولار) كمساعدات اقتصادية، لن يؤثر على الاقتصاد المصري”.

وأضاف “بغض النظر عن تأثير المساعدات، لن نرضخ لتهديدات ترامب”.

وقال هريدي أيضا إن ترامب لا يفهم “المعدن الحقيقي للمصريين ولا الدور التاريخي للبلاد في الدفاع عن المصالح العربية وخصوصا القضية الفلسطينية”.

ومضى يقول “نحن لا نكترث بتهديدات ترامب. مصر مستعدة تماما لمواجهتها، وهذه التهديدات سترتد سلبا على المصالح الأميركية في المنطقة”.

وأكد “هذا ليس مجرد موقف السيسي أو موقف الحكومة المصرية، بل هو موقف الشعب المصري”.

من جانبه، قال جمال بيومي، الدبلوماسي ومساعد وزير الخارجية سابقا، لوكالة فرانس برس إن مصر عرضت موقفها بوضوح: أي محاولة لإجبار الفلسطينيين على مغادرة غزة “ستُعتبر إعلان حرب”.

وأضاف بيومي أن مصر مستعدة لأي إجراءات قد تتخذها واشنطن، بما في ذلك احتمال وقف المساعدات المالية.

– “مصر ستبقى ثابتة” –

وأثارت خطة ترامب غضبا واستنكارا كبيرين في صفوف المواطنين المصريين أيضا.

وسأل سمير جمعة صاحب كاراج سيارات في القاهرة يبلغ 71 عاما “بعدما قصفوهم وقتلوهم، يريدون أن يهجّروهم أيضا؟”.

وقال بغضب “هذه أرض فلسطينية، من المجنون الذي يبيع أرضا ليست له ويحوّلها لمشروع سياحي؟”.

وفي ظل الصعوبات الاقتصادية التي تمر بها مصر وتشمل ارتفاع معدل التضخم وعبء الدين، أعرب كثير من المواطنين عن دعمهم موقف الرئيس المصري.

وقال محمد عبد التواب، وهو تاجر ورق يبلغ الثالثة والخمسين “رئيسنا بطل لأنه قال لا، حتى ونحن نعاني من الغلاء” مؤكدا أن “العالم العربي سيعيد بناء غزة ومصر ستبقى ثابتة” في موقفها.