فاطمة الأحمد تكتب : وظيفة مشرّفة

124

أمامَ عَبَراتِهنّ الصّباحيّةِ التي تنسابُ من مزلاجِ البابِ وتُغرَزُ في عيني، وأنينِ الذينَ ما عرفوا عالماً غيرَ القضبانِ الملطّخةِ بدماءِ أحلامِهم أقفُ متدلّياً بلا قوّةٍ.
أُساقُ مطأطئاً إلى مهمّتي معتاداً صمتَ الخنوعِ الباردِ أمامَ صوتِيَ الخشنِ.
أُمطرُهم معَ الدوراتِ اليوميّةِ حفناً من قلبي، وأتمنى لو خُلقت لحافاً لأطرافِهم المتجلّدةِ.
ولكن حين تسلّلَ النّورُ ذات صبيحةٍ.. أدارت جسدي يدٌ لم أعتَدْ دفأها، نفحَت فيَّ الحياةَ، وأشعرتني بقيمةِ كينونتي، بجمالي المعدنيِّ المميّزِ..
لآخرِ مرةٍ مارستُ طقوسيَ التي كرهتُها، اِستدرتُ وتمايلَت بحماسٍ أسناني، وتدفّقَ السّيلُ الغاضبُ والثّائرُ، السّيلُ المكلومُ المتهالكُ خلفَ البابِ.
في تلك اللحظةِ التي رميتُ فيها بين الأرجلِ حلّقت الجحافلُ وداس رأسيَ من أحنوا رؤوسَهم، حطّمت أسناني قبضاتٌ لم أستطع أن أتعرّفَ رائحَتَها، ومسحَت آخرَ ملامحي أناملُ أحببتُ دفأها..
في القمامةِ منسيّاً رقدتُ بسلامٍ لأوّلِ مرّةٍ ..