فرح الراجح .. عراقة بغداد في لندن
نقشت بالريشة والقلم لوحاتها ونصوصها المبدعة في رحلة فنية مميزة من بغداد الى لندن
إنها الفنانة العراقية الشابة المبدعة فرح الراجح التي اختصت بوابة من أمريكا بتفاصيل مشوارها الفني
فمن هي هذه الزهرة اليانعة في المملكة المتحدة ، والتي تحمل في طيات روحها عبق الشرق وحنين العراق
فرح الراجح، فنانة وكاتبة واكاديمية عراقية-بريطانية مقيمة في المملكة المتحدة
التقينا بها واجرينا معها هذا الحوار عن الفن والادب والعلاقة بينهما.
بالنسبة لفرح الراجح الفن والرسم والكتابة هي مكملة لبعضها البعض فالكل يصنف تحت مدرسة الفن والابداع. الفن موهبة نمت عند الراجح منذ نعومة اظفارها. تذكر الراجح انها كانت وهي طفلة دائما تحمل معها ورقة وقلم لتكتب نصا او ترسم أي منظر او حادث يستهويها او يلفت انتباهها. فهي تحب توثيق اللحظة او تاريخها وتعتبر الرسم والكتابة اهم أداتان لحفظ الذاكرة.
أعمال فرح الراجح منوعة واغلبها يمزج بين الواقع والخيال او ما يصنف تحت الواقعية السحرية او الواقعية الفنطازية وهي كذلك تعشق الخيول العربية ورسم الخيول. تقول الراجح ان المزج بين الخيال والواقع هو محاولة لاستعادة ماضي الامن والسلام والطفولة السعيدة التي دمرتها الحروب ولم يعد بالإمكان استرجاعها الا على شكل حلم او خيال. العراق وبغداد ومعالمهما التاريخية والانسانية تشغل اغلب اعمالها مثل بيوت بغداد القديمة، بغداد وحكايات المصباح السحري والبساط الطائر. يفوح من اعملها عبق الحنين للوطن وتفاصيل ورموز وبنايات تتمنى ان يطول مكوثك بحضرة اللوحة لتعيش الواقع السحري.
تسرد فرح الراجح: كان لجدي والد امي الاثر الكبير في زرع حبي للفن والقصص والكتابة وهو من اكتشف عندي الموهبة وساعد في تنميتها. في المدرسة ايضا استمريت بتطوير موهبتي في الرسم وشجعني مدرس الرسم استاذ جميل بعد ان شاهد رسمي واعمالي المميزة. تذكر الراجح ان الاستاذ جميل رشحها للمشاركة بمعرض اقامته محافظة بغداد جانب الكرخ وفازت بالمرتبة الأولى واستلمت الجائزة مدرستها التي تسمى الامجاد. في الثانوية والاعدادي استمريت بالرسم ونفذت جداريات على حائط المدرسة في مناسبات وطنية واحتفالات عديدة.
وكانت الراجح قد شاركت بلوحات تشكيلية منوعة في معرض أقيم ببغداد قبيل حرب ٢٠٠٣بمناسبة يوم المراة لكن اللوحات فقدت واختفت بسبب القصف والدمارالذي طال المعرض وما فيه بسبب الحرب. وتخبرالراجح: لدي بورتريهات ولوحات وقطع فنية ومنحوتات صغيرة لكن للأسف لم أتمكن من حفظها فقسم منها تركته في مخزن بيتي ببغداد والآخر راح بين الهدايا والتنقلات بين البلدان.
تذكر الراجح ان تجربة الانتقال والعيش في بريطانيا هي محطة مهمة في حياتها المهنية والشخصية لانها تعايشت مع ثقافة جديدة ونمط حياة ومفاهيم جديدة اغنت تجربتها الفنية والثقافية والمهنية: بريطانيا اعطتني الحرية وفتحت افاق جديدة امامي لتطوير كل مواهبي. كانت رسوماتها في العراق تعكس جو من الحزن والالم ينعكس واضحا على الألوان والرسم. اما في المهجر تولدت طاقات جديدة وجوانب إيجابية ظهرت على الألوان الزاهية والأفكار السحرية المتجددة.
وعن طقوسها في الرسم تذكر الراجح: غالبا ما تاتي فكرة العمل فجآة مثل وحي. وقبل الشروع بالعمل احب التخطيط على ورق سكيتش وتامل الرسم قبل تنفيذه على الخام. غالبا ما ارسم وانا استمع الى الموسيقى. اختار الموسيقى التي تجعلني اعيش بحالة تجانس مع العمل. احب الرسم بقرب النافذة لارى الفضاء المتمثل بالسماء والأشجار وهي مساحة مهمة جدا لي اثناء الرسم والكتابة على حد سواء.
وعن اعمالها ومشاريعها القادمة في الفن اجابت: اهم اعمالي واقربها لقلبي هو اخر عمل (بغداد تحلق على البساط السحري) فبعد عقد من العيش بعيدا عن بغداد نفذت هذا العمل تعبيرا عن حبي ووفائي واعتزاي ببلدي ومدينتي الحبيبة وهو هدية لمدينتي وامنية لها بالسلام والامن. وددت ان اراها جميلة زاهية بالالوان ومفعمة بالحياة والسلام بين حاضرها وماضيها. السلام والامل يتجسد في النوارس المحلقة فوق البنايات الجالسة على بساط طائر وهي لمسة فنطازيا جميلة اضافت للعمل تميز ومرح. اعد الان لعمل جديد ومميز فيه لمسات من التاريخ والاصالة والخيل التي طالما استهوتني. ساشارك في مجموعة من اعمالي قريبا في معرض سيقام في العاصمة لندن.