فوز كاتبة مغربية بأقدم جائزة أسبانية

11

فازت الكاتبة الكطلانية، مغربية الأصل، نجاة الهاشمي أمس الأربعاء بجائزة نادل للرواية في إسبانيا، وهي أقدم جائزة أدبية في إسبانيا، حيث يعود تاريخها إلى سنة 1944.
وحصدت الهاشمي، التي رأت النور بمدينة الناظور سنة 1979، بهذه الجائزة الرفيعة عن روايتها El lunes nos querrán (سيحبوننا يوم الاثنين)، حيث منحت لها في حفل تقليدي حضره عدد قليل من المدعويين من النخبة الأكاديمية والإعلامية في مدينة برشلونة بسبب الإجراءات الصحية.
وتناولت الهاشمي في هذا العمل معاناة وثمن الحرية بالنسبة للنساء وخصوصا الفتيات اللواتي يعشن في بيئة تتميز بالقمع والاضطهاد. اختارت أحد الأحياء الهامشية في مدينة برشلونة كفضاء دارت فيه أحداث الروايتها التي تبوأت بها مكانة كبيرة في المشهد الثقافي المحلي كما استأثرت باهتمام متتبعي ونقاد الأدب الإسباني المعاصر.
وحسب الهاشمي، فإن بطلتي الرواية هما “امرأتين من عائلتين مسلمتين قدر لهما أن يقطنا ويكبرا في هامش المدينة، في حي تحكم فيه ظروفه على حياتهما، إذ كل شيء داخله يعاكسهما ويجري ضد رغبتهما في تحقيق الحرية والنجاح في معركتها. وعلى رأس هذه الظروف الأصل والجنس والطبقة الاجتماعية”.
لذلك توجهت الكاتبة إلى كل النساء اللواتي يعشن الظروف الشبيهة بوضع هاتين الفتاتين قائلة: “أقول لجميع هؤلاء النساء اللواتي ما زلن يعشن في القرن الحادي والعشرين في ظروف لا ينعمن فيها بالحرية أو منسوبها أقل، بأنه من المستبعد أن يتمكن من العيش بحياة الكريمة من دون تحصيل الحرية. أهدي هذه الرواية للمرأة الشجاعة التي سارت على الطريق الصحيح لتكون حرة”.
يذكر أن نجاة الهاشمي هاجرت رفقة عائلتها إلى مدينة فيك الكطالانية سنة 1987 وعمرها لا يتجاوز ثماني سنوات، حيث كان يشتغل والدها في مجال البناء. تعلمت اللغة الكطلانية والإسبانية، كما أكملت تحصيلها العلمي بالحصول على الإجازة في الدراسات العربية والإسلامية واستطاعت الغوص في الثقافة المحلية ومقارنتها بثقافتها الأصل. اشتهرت كثيرا مع صدور عملها الأول “أنا أيضا كطلانية”، ثم لاحقا بروايتها “البطريرك الأخير” الذي نالت بفضله جائزة “رامون يول” المصنفة كواحدة من أهم الجوائز الأدبية في إقليم كاطلونيا. ومن أعمالها كذلك “صائد الجسد”، و”الفتاة الأجنبية”.