في زمن الكورونا ..شكرا للمادة التي أبقتنا علي قيد الحياة
غيرت الحياة بين عشية وضحاها تقريبا في مختلف أنحاء العالم، فأغلقت المدارس وأماكن العمل أبوابها، وتوقفت الطائرات عن التحليق، ووجد الناس أنفسهم، عالقين بين جدران منازلهم.
لكن بينما دفعت الاضطرابات التي تسبب فيها وباء كورونا، اقتصادات الكثير من دول العالم إلى حافة الركود، أسهمت مواد، ربما لا يلقي لها أحد بالا، في لعب دور فعال، على صعيد الحيلولة دون أن تصبح أوضاعنا جراء الوباء، أسوأ من ذلك بكثير.
الحديث هنا عن أشباه الموصلات المصنوعة من السليكون، والتي تعامل من خلالها العالم مع فيروس كورونا بطريقة عصرية للغاية. فرغم أن هذه الرقاقات التي تُطبع عليها دوائر إلكترونية قد تكون صغيرة الحجم، فإنها تنطوي بداخلها على قدر كبير من جهودنا، التي ترمي لمحاربة فيروس كورونا المستجد من جهة، وللتكيف مع الحياة في ظل وجوده من جهة أخرى.
فالخصائص الكهربائية المفيدة لهذه المواد، تجعلها ضرورية لصناعة الأجهزة الإلكترونية. ونظرا لوجودها بداخل تشكيلة متنوعة للغاية من الآلات، التي تبدأ من أجهزة التنفس الصناعي وتصل إلى الهواتف الذكية، أثبتت أشباه الموصلات مدى أهميتها، بالنسبة لمختلف جوانب الحياة في ظل الوباء.
وبفضل وجود رقاقات السيليكون هذه بداخل أجهزتنا المتطورة، كان بوسع الشركات مواصلة أنشطتها عن بُعد، والسماح لموظفيها بالبقاء في منازلهم، والاضطلاع بعملهم أيضا. كما سمح ذلك للأسر المختلفة، بأن تنعم بالاتصالات المرئية التي تجري بين أفرادها، رغم بعد الشُقة بين بعضهم بعضا. فضلا عن هذا وذاك، تمكن المعلمون من إلقاء دروسهم على تلاميذهم، دون أن يُضطروا لأن يكونوا معهم، بين جدران صف دراسي واحد