قبل مناظرة ترامب وهاريس .. ماذا يجري في الكواليس

0

يترقّب الأمريكيون والعالم أول ، بين مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا ، ونظيرها في المنافسة مرشح الحزب الجمهوري مساء الثلاثاء، وسط تساؤلات تطرح قبل موعد المناظرة تتعلق بالكواليس التي تحدث من جانب هاريس وترامب، وهل يستفيدان من تجاربهما السابقة؟

وحول ذلك، أفادت تقارير إعلامية أخيرا، أن السياسية الأمريكية تولسي غابارد التي انسحبت من الحزب الديمقراطي، وانتقلت إلى الجمهوري، تعمل حاليا على تحضير ترامب لمواجهته المرتقبة مع هاريس، دون تقديم المزيد من التفاصيل المخفية حتى الآن، والتي ربما نراها خلال بث المناظرة.

وفي المقابل، يفضل أنصار نائبة الرئيس هاريس، التغاضي عن مداخلات أخرى غير ناجحة لمرشحتهم.

وحول المناظرة المرتقبة، لم يكشف ترامب، سوى معلومات ضئيلة جدا عن الإستراتيجية التي سيتبعها.

وقال ببساطة خلال لقاء مع ناخبين مطلع سبتمبر: “سأدعها تتكلم”، مضيفا “يمكنكم الحضور مع كل الإستراتيجية التي تريدون، لكنه يتعين عليكم التكيف مع الأجواء خلال المناظرة”.

وإذ يعد ترامب أنه ليس بحاجة إلى تحضيرات خاصة، إلا أنه أقر أن “لديه اجتماعات حول المسألة، نناقش الأمر، لكن لا يمكن القيام بالكثير”.

ولدونالد ترامب خبرة في هذا النوع من المواجهات، إذ ستكون هذه مناظرته التلفزيونية السابعة.

وتبقى بعض لحظات مناظراته السابقة مطبوعة في أذهان الأمريكيين، بدءا بإعلانه الشهير خلال مواجهته مع هيلاري كلينتون العام 2016، أن منافسته الديمقراطية يجدر أن تكون “في السجن”.

بيد أن أشهر مناظراته تبقى الأخيرة مع بايدن في يونيو، التي أدت إلى انسحاب الرئيس الديمقراطي من السباق بعد أداء كارثي.

هاريس من جانبها، وصلت بصورة ما إلى حيث هي الآن، بفضل مناظرة خاضتها في 27 يونيو / حزيران 2019، أمام المرشحين في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية، وكان بينهم جو بايدن.

واستقطبت لحظة محددة من المواجهات في ذلك اليوم، الانتباه، حين أخذت السيناتورة السابقة عن كاليفورنيا على نائب الرئيس السابق في عهد باراك أوباما معارضته في السبعينيات لبرنامج يهدف إلى تشجيع الاختلاط والحد من الفصل العنصري، كان يقضي بنقل تلاميذ في حافلات إلى مدارس بعيدة، وهو برنامج استفادت منه حين كانت طفلة.

وأسكتت هاريس بايدن قائلة له “تلك الطفلة (في الحافلة)، كانت أنا”.

ولم ينجح ردّها في إنقاذ حملتها التي أوقفتها قبل موعد الانتخابات التمهيدية، إلا أنه سلط الأضواء ولو بصورة مؤقتة على كامالا هاريس، واختارها بايدن لاحقا مرشحة لنائب الرئيس.

وفي 21 يوليو / تموز، حين سحب الرئيس ترشيحه لولاية ثانية، اختار تأييد نائبته لتكون في حال فوزها أول امرأة سوداء، ومن أصول جنوب آسيوية تتولى الرئاسة.

وبرزت هاريس في مناظرة أخرى دارت في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2020، بينها وبين المرشح لمنصب نائب الرئيس على تذكرة ترامب مايك بنس.

ونهرت منافسها بسطوة هادئة قائلة له مرّتين “سيّد نائب الرئيس، إنني أتكلم”.

واسترجع ترامب أخيرا تلك اللحظة قائلا، إنها تصرفت بشكل “كريه” حيال نائبه السابق، ولو أنه على خلاف علني معه مذ دعا أنصار الرئيس السابق إلى “شنقه” عند اقتحامهم مبنى الكابيتول في 6 يناير / كانون الثاني 2021.

وردد المرشح الجمهوري أن كامالا هاريس “كريهة”، في تعليق على جلسة استماع في الكونغرس في 2018، حين وجهت انتقادات لاذعة إلى بريت كافانو، مرشح ترامب للمحكمة العليا في وقت كانت سيناتورة.

وحظي سجالهما الحاد في ذلك الحين بتغطية إعلامية وافية، واقتبست مشاهده أخيرا في مقطع فيديو تم بثه خلال مؤتمر الحزب الديمقراطي الذي أعلن رسميا ترشيح هاريس للبيت الأبيض، مثيرا الضحك والتصفيق.

وفي 2019، عجزت هاريس عن الرد على هجمات مرشحة أخرى للانتخابات التمهيدية الديمقراطية هي “تالسي غابارد”، حول حصيلتها كمدعية عامة.

وعلى الرغم من الآراء المختلفة، حول مدى تأثير المناظرات الرئاسية على قرارات الناخبين، بيد أنّ بإمكانها حتما أن تتسبب أحيانا بزلازل سياسية، قد ترجّح كفة الفوز لأحدهما، خصوصا أن هذه المواقف تؤثر على الناخب الأمريكي بشكل عام.

وسيكون بايدن الذي مرّ أكثر من شهرين على انسحابه من السباق، في طليعة متابعي المناظرة، وفق ما أعلنت المتحدثة باسمه كارين جان-بيار.

وستكون المناظرة بين ترامب (78 عاما) وهاريس (59 عاما)، في فيلادلفيا المدينة التي تعتبر مهد الديمقراطية الأمريكية والواقعة في بنسلفانيا، وتنظمها شبكة “إيه بي سي” ABC التلفزيونية، بدءاً من 21:00 بالتوقيت المحلي وتستمر لـ90 دقيقة.