قلق إسرائيلي من تنامي القدرات العسكرية المصرية

0

 

هاليفي يؤكد أن لمصر جيش كبير مزود بوسائل قتالية متطورة وطائرات وغواصات وصواريخ متطورة وعدد كبير للغاية من الدبابات والمقاتلين المشاة.
القدس – أعرب رئيس الأركان الإسرائيلي المنتهية ولايته هرتسي هاليفي عن قلقه مما سماه “التهديد الأمني من مصر”، معتبرا أنه لا يشكل تهديدا حاليا لتل أبيب لكن الأمر “قد يتغير في لحظة”، وفق إعلام عبري.

وقال هاليفي أمام خريجي دورة ضباط في مدينة حولون (وسط)، في وقت سابق من الأسبوع الجاري وفق ما أفادت القناة 14 العبرية الخاصة مساء الأربعاء “تشعر إسرائيل بالقلق إزاء التهديد الأمني من مصر”.

ومن المقرر أن يسلم رئيس الأركان الحالي رسميا في الأسبوع الأول من مارس المقبل، مهام منصبه لخلفه إيال زامير لكنه لا يزال مطلعا على أغلب التقارير المخابراتية بشأن التحركات المصرية على الحدود.

وقال “مصر لديها جيش كبير مزود بوسائل قتالية متطورة وطائرات وغواصات وصواريخ متطورة وعدد كبير للغاية من الدبابات والمقاتلين المشاة”، وفق ذات المصدر.

إدارة ترامب تبدأ تنفيذ خطة إقصاء الصحفيين.. وتمنع هؤلاء

وتأتي تصريحات هاليفي في ظل توترات إقليمية متصاعدة، وتزايد المخاوف من سباق تسلح في المنطقة.

وتعكس هذه التصريحات أهمية العلاقات المصرية الإسرائيلية، وتأثيرها على الأمن الإقليمي. وتشهد علاقات بين البلدين تعاونا أمنيا في مجال مكافحة الإرهاب في سيناء.

وليست هذه المرة الأولى، في الآونة الأخيرة، التي يعلن فيها مسؤول إسرائيلي تخوفه من الوضع العسكري لمصر، إذ أعرب مندوب تل أبيب الدائم في الأمم المتحدة داني دانون، عن مخاوف إسرائيل بشأن تسلح الجيش المصري لكن تصريحات هاليفي تكشف حجم المخاوف داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية.

وفي نهاية يناير الماضي، قال دانون “ليس لديهم أي تهديدات في المنطقة. لماذا يحتاجون (المصريون) إلى كل هذه الغواصات والدبابات؟”.

وأضاف “نعتقد أن الأمر لا يشكل تهديدا في الوقت الراهن، ولكن من الممكن أن يتغير في لحظة” متابعا “نحن قلقون جدًا بشأن هذا الأمر”، واستدرك “هذا ليس من أولوياتنا حاليا، ويجب أن نقول ذلك”.

لكن مندوب مصر في الأمم المتحدة أسامة عبدالخالق رد عليه بالقول “بما أنه (دانون) أعطى لنفسه الحق في التساؤل، فإن الإجابة واضحة وبسيطة ومباشرة وهي أن الدول القوية والكبرى مثل مصر تلزمها جيوش قوية وقادرة على الدفاع عن الأمن القومي بأبعاده الشاملة عبر تسليح كافٍ ومتنوع”.

وتابع “أؤكد أن مصر أول من أرسى دعائم السلام بالشرق الأوسط، وهي ملتزمة بقضية السلام كخيار استراتيجي، لكنها قادرة على الدفاع عن أمنها القومي بجيش قوي، وتاريخ يمتد لآلاف السنين” مشددا على أن “العقيدة العسكرية المصرية دفاعية، كما أنها قادرة على الردع”.

وكان تقرير لموقع “باهول” الإخباري الإسرائيلي إن مصر باتت جبهة قوية تهدد إسرائيل حيث يمكنها نقل 500 دبابة في ليلة واحدة عبر قناة السويس.

وعبر البروفيسور عوزي رابي وهو من كبار الباحثين بمركز ديان لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا في جامعة تل أبيب للموقع عن مخاوفه من قدرات الجيش المصري الذي بات من أقوى وأحدث الجيوش في منطقة الشرق الأوسط.

وأبدى مخاوف كبيرة من الحشد العسكري المصري في سيناء قائلا “إن توسع البنية التحتية في سيناء، بما في ذلك المطارات والمخابئ ومستودعات الاتصالات والأنفاق، هي حقائق لا جدال فيها، ومنذ أحداث السابع من أكتوبر 2023، بات من الواضح أن الضعف قد يؤدي إلى التراجع”.

وقال “إن التفسير الذي تقدمه مصر لأنشطتها في سيناء بأنها يتعلق بالأمن القومي، خاصة بعد أحداث غزة. بأنها حصلت على إذن بإرسال قوات إلى سيناء لمحاربة داعش، وهناك نظام تعاون بين إسرائيل ومصر، ومع ذلك، فإن القوات العسكرية في سيناء لا توحي بأنها لمحاربة تنظيمات مسلحة بل لجيش نظامي كالجيش الإسرائيلي، ولذلك فنحن ليس لدي رفاهية عدم الخوف”.

ووفقا لهيئة البث الإسرائيلية “كان 11″، فإن مصادر رسمية أكدت أن إسرائيل رصدت عددا من الخروقات لبنود اتفاق السلام مع مصر، لكن المصادر سارعت إلى توضيح أن هذه ليست خروقات خطيرة تشير إلى نية المساس بالاتفاق التاريخي.

وأوضحت أن هذه التصريحات جاءت على خلفية المخاوف المتزايدة من التعزيزات المصرية، تمهيدا لحرب محتملة مع إسرائيل.

وقال مسؤول إسرائيلي كبير “لا نرصد أي نوايا من جانب مصر للإضرار باتفاقية السلام”، مضيفا أن “إسرائيل طالبت مصر بالالتزام بالاتفاق، لكن هذه ليست انتهاكات صارخة”.

ولعبت مصر دور وساطة لتوقيع هدنة بين حماس والدولة العبرية يفضي بإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين وإيقاف الحرب.

وفي 26 مارس 1979 وقعت مصر وإسرائيل في واشنطن معاهدة سلام عقب اتفاقية “كامب ديفيد” بين الجانبين عام 1978، وأبرز بنودها وقف حالة الحرب وتطبيع العلاقات، وسحب إسرائيل الكامل لقواتها المسلحة والمدنيين من شبه جزيرة سيناء، وإبقاء المنطقة منزوعة السلاح.