قمة لم الشمل لحلف الأطلسي تسودها تقاربات وخلافات

21

تشارك الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي يوم الاثنين في “قمة لمّ شمل” في بروكسل مع رغبة الرئيس الأميركي

جو بايدن في “إحياء” التحالفات، لكن الأوروبيين حذرون ومنقسمون بشأن إعادة التوجيه الاستراتيجي التي يريدها الأميركيون.

وثمة نقطتان شائكتان: تمويل الدفاع والصين. وقد أقر الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ بأن “هناك تقاربات وهناك خلافات”.

 

وتوجّه الاثنين الماضي إلى واشنطن لوضع اللمسات الأخيرة على بيان القمة الختامي وكرر تركيز الولايات المتحدة على مسألة

الصين.

وقال في مقابلة مع صحيفة “دي فيلت” الألمانية قبل القمة “نلاحظ أن روسيا والصين تتعاونان بشكل متزايد أخيرا على

الصعيدين السياسي والعسكري. وهذا بعد جديد وتحد خطير لحلف شمال الأطلسي”.

 

وأفاد البيت الأبيض أن جو بايدن يأمل بأن “يظهر التحدي الأمني الذي تمثله الصين في البيان”. لكن ذلك أثار استياء بعص

الحلفاء. وقال قصر الإليزيه “قلب حلف الأطلسي هو أمن المنطقة الأوروبية الأطلسية. الآن ليس الوقت المناسب لتخفيف

جهدنا في هذا الإطار”.

 

وأوضح مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان الأحد “لن تروا فقرات وفقرات حول الصين في بيان” الحلفاء، مضيفا

“اللغة لن تكون تحريضية، ستكون واضحة ومباشرة وصريحة”.

  بلسمة الجروح

وتبدأ القمة عند الساعة 13,00 (11,00 ت غ) الاثنين على أن تستمر ثلاث ساعات. ومن المفترض أن تطلق مراجعة المفهوم الاستراتيجي للحلف الذي تم تبنيه في 2010 بهدف الاستعداد لمواجهة التهديدات الجديدة في الفضاء والفضاء الإلكتروني.

لكن يتوجّب على حلف الأطلسي أيضا أن يبلسم الجروح التي تسبب بها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب. وأدى الانسحاب من أفغانستان الذي تقرر بدون التشاور مع الحلفاء، إلى تشويه صدقية العمليات الخارجية للحلف. من ناحية أخرى، أصبحت أوروبا أكثر عرضة للخطر بعد انسحاب الولايات المتحدة من معاهدات عدة أبرمت مع موسكو بشأن القوى النووية.

وأخيرا، أدى عدم ثقة دونالد ترامب في الأوروبيين إلى تضرر القارة القديمة. وقد سبب رفضه تذكير تركيا بواجباتها، إلى تفاقم التوتر مع الاتحاد الأوروبي.

وفي مواجهة ذلك، وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وضع التحالف بأنه “في حالة موت دماغي”. وأكد ماكرون عشية القمة أنه “يجب على حلف الأطلسي بناء قواعد للسلوك بين الحلفاء”.

ومن المقرر أن يعقد جو بايدن لقاء وجها لوجه مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان للتناقش في هذا الموضوع.

لكن على الرئيس الأميركي أن يتجنّب إثارة استياء الحليف التركي المستعد لتولي أمن مطار كابول، وهو أمر ضروري للحفاظ على وجود غربي في أفغانستان.

أحصنة طروادة 

وستبقى روسيا “الأولوية رقم واحد”. إلا أن أعضاء الحلف مدعوون كذلك لمحاربة “أحصنة طروادة الصينية”، بحسب أليساندرو ماروني في تحليل نشره معهد “إنستيتوتو أفاري إنترناتسونالي”.

وقال ستولتنبرغ لوكالة فرانس برس “الامر لا يتعلق بنقل حلف الأطلسي الى آسيا، بل مراعاة حقيقة أن الصين تقترب منا وتحاول السيطرة على البنى التحتية الاستراتيجية” مضيفا “يجب على الحلف أن يتشاور بوتيرة أكبر وأن يزيد استثماراته”.

ويقول الأوروبيون إنهم مستعدون لذلك، لكنهم يريدون “اعترافا كاملا” بمساهمتهم في الأمن الجماعي، ويطلبون أن يكونوا شركاء في مفاوضات ضبط عملية التسلح، وفق الإليزيه.

وقدر النائب الأوروبي أرنو دانجان أن “بايدن سيبدي انفتاحه لتطوير الدفاع في أوروبا، لكن ذلك لن يكون مجانيا. سيكون الأميركيون أكثر تطلبا من الأوروبيين لضبط أولوياتهم في آسيا والمحيط الهادئ”.

وما زالت هناك حاجة إلى تصنيف الاوروبيين “أهلا للثقة”. هناك 21 بلدا من دول الاتحاد الأوروبي أعضاء في حلف الأطلسي، لكن ثمانية فقط منها ملتزمة تخصيص 2 في المئة من ناتجها المحلي الإجمالي إلى الإنفاق العسكري. فرنسا واحدة منها، بخلاف ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا.

ورحّبت برلين باقتراح ستولتنبرغ منح التحالف وسائل مشتركة “من أجل إنفاق أكثر وأفضل”. لكن باريس رفضته. ويبقى الإجماع أمرا حتميا لاتخاذ القرارات داخل الحلف.