كأس أوروبا.. شباب «إسبانيا» في اختبار أمام «كرواتيا»

28

يجد منتخب إسبانيا المتجدّد بعناصر شابة نفسه تحت مجهر الاختبار عندما يواجه كرواتيا الإثنين على ملعب “باركن ستاديوم

في كوبنهاغن، في دور ثمن النهائي من كأس أوروبا 2020 لكرة القدم.

لا تأتي الاخبار فرادى للمنتخب الاسباني: سجّل 5 أهداف في مرمى سلوفاكيا الأربعاء بعد مباراتين لم يسجل خلالهما سوى

هدف، وتجنّب خروجا مبكرا من دور الأوّل. ارتقى للمركز الثاني في مجموعته الخامسة برصيد 5 نقاط خلف السويد (7)، وبات

بامكانه أن يحلم بالفوز باللقب القاري للمرة الرابعة في مسيرته بعد أعوام 1964 و2008 و2012.

لم يبدِ المدرب الاسباني لويس إنريكي اهتماماً كبيراً بمركز منتخب بلاده ضمن مجموعته، مشدداً على أهمية تجاوز دور

المجموعات والافلات من كابوس الخروج المبكر.

كشّر شباب إنريكي عن أنيابهم في الوقت الحاسم أمام سلوفاكيا ومنحوا بلادهم أكبر انتصار في تاريخ مشاركاتها في النهائيات، بعد الفوز سابقاً 4-صفر مرتين في نهائيات 2012 ضد إيرلندا في الدور الأول وإيطاليا في النهائي.

وحيّت الصحف الاسبانية خماسية اسبانيا على ملعب “لا كارتوخا” في إشبيلية، فعنونت ماركا الخميس “بهذه الطريقة تماماً”، فيما كتبت “آس” على صفحتها الاولى “السماح بالتصديق”.

وسواء كانت موجة التفاؤل قصيرة أو طويلة الأمد أمام كرواتيا الإثنين، إلاّ ان وصيفة بطل مونديال 2018 بدأت تكتسب الثقة مع مرور المباريات.

وسيشكّل المنتخب الكرواتي اختباراً صعباً لاسبانيا بخلاف مباراته الاخيرة في دور المجموعات أمام منتخب سلوفاكي متواضع عكس أسوأ اداء بين المنتخبات الـ 36 في الدور الأول.

طريق معبد بالصعاب

ويبدو طريق “لا روخا” إلى المباراة النهائية معبد بالصعاب، حيث من المحتمل أن يواجه فرنسا في الدور ربع النهائي، وربما

إيطاليا أو بلجيكا أو البرتغال في المربع الذهبي.

وعلى الرغم من أن كرواتيا يمكن أن تكون أقل هذه المنتخبات جودة، إلا انها بالتأكيد أفضل من المنتخبات الثلاث التي واجهتها

اسبانيا حتى الآن، مع خط وسط مدجج بالمواهب وقادر على السيطرة على الأفضل مع الثلاثي لوكا مودريتش ومارتسيلو

بروزوفيتش وماتيو كوفاتشيتش.

غير أن صفوف المنتخب الاسباني لا تخلو بدورها من المواهب الشابة، حيث ان الفوز في كوبنهاغن الإثنين سيمنحه زخماً

حقيقياً، وفرصة خوض الدور ربع النهائي في بطولة كبيرة للمرة الاولى منذ التتويج باللقب القاري في عام 2012.

قال إنريكي “من الواضح أن ما حصل يبعث على الارتياح، ليس فقط بالنسبة لي، ولكن ما يعنيه عندما تستمر بالاصرار على

الأفكار الكروية ذاتها وترى انه باستطاعتك تحقيق النتائج بفضلها”.

وتابع “تأتي النتيجة في أفضل لحظة وهي تحضرنا لما هو قادم”.

وبالفعل، تأتي كلمات مدرب برشلونة السابق من رحم المعاناة التي يمر بها مهاجم يوفنتوس الإيطالي ألفارو موراتا ابن الـ 28

عاماً الذي ربما كان الوحيد المغادر لملعب “لا كارتوخا” من دون أن يشعر بالرضى.

أهدر ركلة جزاء في الدقيقة 12 صدها الحارس السلوفاكي مارتن دروبرافكا، قبل أن يخرج في الدقيقة 66 من الشوط الثاني

ليشاهد بديله فيران توريس يسجل الهدف الرابع بعد ثوانٍ قليلة من نزوله إلى أرض الملعب.

وكشف موراتا، صاحب هدف يتيم في النهائيات حتى الآن في التعادل أمام بولندا 1-1، أنه تلقى وأفراد عائلته “تهديدات”

وتمنيات بالموت لأولاده بسبب إهداره فرصاً عدة أمام المرمى.

ومع اصرار إنريكي على اشراك جيرار مورينو في الهجوم، شعر موراتا انه بخطر، لذا يتوجب عليه أن يثبت الولاء للقميص التي

يرتديها.

بوسكيتس يجلب الإتزان

في المقابل، تميز بابلو سارابيا أمام سلوفاكيا بفضل حسّه ودقته في الثلث الاخير، فيما أثبت توريس سرعته وخطورته، وعلى

الرغم من جلوس ماركوس يورنتي على مقاعد البدلاء إلاّ انه ما زال يعتبر أحد اهم المفاتيح الهجومية بيد إنريكي.

اعترف الاخير أن التبديلات الاربعة التي اجراها في مباراته الثالثة الاخيرة كانت تهدف إلى “هزّ عش الدبابير” وإيجاد حل “لنوع من

التكتل (الدفاعي)، عندما لا تكون الطاقة موجودة”.

من ناحية أخرى، لم تصب عودة المخضرم سيرجيو بوسكيتس إلى الوسط ضمن خانة المفاجآت بعدما غاب عن المباراتين الاوليين

بسبب اصابته بفيروس كورونا.

وجلب لاعب برشلونة الاتزان لخط الوسط والقيادة لتشكيلة شابة مليئة بالمواهب والبراعة الكروية ولكنها تفتقر إلى الثقة

التي تأتي مع الخبرة.

قال عنه إنريكي “قدم اداء مكتوباً حول كيفية أن تكون لاعبا محورياً، هجومياً ودفاعياً”.

ويأمل المدرب الاسباني أن لا يكون فريقه قابلاً للكسر بسبب الهوس الذي رافق لاعبيه لهز شباك المنافسين، في ظل تأرجح

نتائج المنتخب مع فوز على ليتوانيا برباعية نظيفة في حزيران/يونيو ثم التعادل السلبي مع السويد. قبل أن يسحق ألمانيا

6-صفر في تشرين الثاني/نوفمبر قبل أن يسقط مجدداً في فخ التعادل أمام اليونان 1-1.

تأمل كرواتيا أن تظهر اسبانيا عقمها الهجومي، في حين تسعى الاخيرة إلى إثبات أن الفوز على سلوفاكيا كان نقطة التحول

في “يورو 2020″، بدلاً من كونها “طلقة ناجحة” لمرة واحدة فقط.

لذا، يختم بوسكيتس قائلاً “لدينا الثقة” و”هذه يجب أن تكون البداية”.