كامالا هاريس.. بين ظل بايدن الثقيل وآمال التغيير
قالت صحيفة “لوموند الفرنسية” إنه مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024، تواجه كامالا المرشحة الديمقراطية ونائبة الرئيس، تحديا كبيرا يتمثل في الانفصال عن إرث شريكها في الإدارة، الرئيس جو بايدن.
وأوضحت الصحيفة أنه ومع حلول يوم الانتخابات في 5 نوفمبر، لا تزال هاريس مترددة بين رسم مسار مستقل لنفسها والتمسك بإنجازات الإدارة، التي كانت جزءا منها على مدى السنوات الأربع الماضية.
حادثة “القمامة”
وأشارت الصحيفة إلى أن هاريس لم ترغب في توجيه النقد المباشر لبايدن، إلا أنها لم تستفد كليا من الإنجازات التي حققتها الإدارة، مثل توفير 16 مليون فرصة عمل والاستثمارات الكبيرة في البنية التحتية، لافتة إلى أن حملتها تفتقر إلى توظيف هذه النجاحات بشكل واضح، ويلاحظ غياب بايدن عن تجمعاتها الانتخابية، إذ يرى مستشارو هاريس أن ظهوره قد يشكل عبئا على حملتها.
البورصة تربح 24 مليار جنيه في أكتوبر وسط توجه العرب لشراء أسهم خارج المقصورة
وأكدت الصحيفة أن التوتر برز في حادثة وقعت في 29 أكتوبر، حينما ألقت هاريس خطابا موحدا قرب البيت الأبيض، في الوقت الذي أثار بايدن جدلا بتصريحاته خلال اجتماع عبر الفيديو مع قادة من المجتمع اللاتيني، إذ وصف بعض أنصار ترامب بـ”القمامة”.
واجبرت هذه الزلة البيت الأبيض على إصدار توضيح، الأمر الذي زاد من حدة التوتر داخل حملة هاريس.
في اللحظات الأخيرة .. من يمتلك مفاتيح الفوز في الانتخابات الأمريكية؟
وحاولت هاريس خلال حملتها اتباع توجه جديد، محاولة الابتعاد عن إرث بايدن ومنافسها الجمهوري دونالد ترامب.
أخبار ذات علاقة
و صرّحت هاريس خلال مناظرة في 10 سبتمبر قائلة: “من الواضح أنني لست جو بايدن، وبالتأكيد لست دونالد ترامب، أمثّل جيلا جديدا من القيادة”.
ولفتت الصحيفة إلى أن رؤية هاريس لا تزال غير واضحة، ويشعر بعض الناخبين بأن برنامج هاريس يفتقر إلى تفاصيل محددة حول ما ستقدمه إداريا، مشيرة إلى أن يبدو مترددا في تقديم دعمه الكامل لهاريس، ما يعقد موقفها.
وتجدر الإشارة إلى أنه بعد أن انسحب بايدن من السباق في يوليو تحت ضغط الحزب الديمقراطي، جاء دعمه لهاريس بشكل باهت في بعض الأحيان، وفي زياراته إلى نيوهامبشاير وبنسلفانيا، حيث كانت تصريحاته محايدة، إذ أجاب عند سؤاله عن فرص هاريس قائلا: “أعتقد أننا سنفوز”.
وجاء قرار بايدن الانسحاب على خلفية مخاوف متزايدة من تراجع صحته الجسدية والعقلية، وهي مخاوف تجنبت هاريس التطرق لها.
المبادرات السياسية
وبحسب الصحيفة، يعكس هذا التردد نهج حملتها الأوسع وهو “تقديم بديل يبتعد عن عهد بايدن دون تنفير الناخبين المؤيدين لإنجازاته”.
بدورهم، يرى بعض النقاد أن تردد هاريس في الانفصال الصريح عن بايدن قد يضعف من قدرتها على جذب الناخبين الساعين إلى تغيير واضح عن السنوات الأربع الماضية.
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن هاريس تعتمد على عرض تجربتها الحياتية والمهنية، إلا أنها حتى الآن، تفتقر إلى المبادرات السياسية المحددة التي قد تستقطب دعما أوسع.
وختمت الصحيفة بالقول إنه مع اقتراب الانتخابات، يعتمد نجاح هاريس على قدرتها في رسم رؤية تتجاوز مجرد استمرارية لإدارة بايدن، وعلى طرح برنامج جريء يلهم الناخبين ويقدم لهم رؤية واضحة نحو المستقبل.