كلمة الرئيس بايدن في الجلسة الافتتاحية لقمة المناخ

19

ننشر كلمة الرئيس الأمريكي جو بايدن في القمة الافتراضية للقادة بشأن المناخ من البيت الأبيض
اليوم 22 نيسان/إبريل، 2021 ، القاعة الشرقية

 

الرئيس: شكرًا لك سيدتي نائبة الرئيس.

صباح الخير لكم جميعًا أيها الزملاء في جميع أنحاء العالم – قادة العالم الذين يشاركون في هذه القمة. أشكركم شكرًا جزيلا. إن دوركم القيادي في هذه القضية – كما تعلمون – هو بيان قوي منكم لشعب بلادكم وللشعوب في كلّ الأمم، وبخاصة لشبابنا، بأننا على أهبة الاستعداد لمواجهة هذه اللحظة، التي تتجاوز مجرّد مسألة المحافظة على كوكبنا؛ لتصل أيضًا إلى تأمين مستقبل أفضل لنا جميعًا.

لهذا السبب، عندما يتحدّث الناس عن المناخ، فإن الوظائف هي ما يخطر على بالي. وضمن استجابتنا لمشكلة المناخ يكمن محرّك استثنائي لخلق فرص للعمل ولفرص اقتصادية جاهزة للانطلاق. هذا هو السبب في أنني اقترحت استثمارًا ضخمًا في البنية التحتية الأميركية والابتكار الأميركي للاستفادة من الفرصة الاقتصادية التي يقدمها تغير المناخ لعمالنا ومجتمعاتنا، وخاصة أولئك الذين غالبًا ما تم تجاهلهم وإهمالهم.

إنني أريد أن أشيّد بنية تحتية ضخمة ومهمّة لإنتاج ونشر التكنولوجيا النظيفة – سواء تلك التي يمكننا تسخيرها اليوم أم تلك التي سنبتكرها غدًا.

لقد تحدثت إلى الخبراء، وأرى أن هناك إمكانية لمستقبل أكثر ازدهارًا وإنصافًا، فالمؤشرات واضحة ولا لبْس فيها. لا يمكن إنكار العلم، ولكن تكلفة التقاعس عن العمل ترتفع باستمرار.

الولايات المتحدة لا تنتظر. نحن عازمون على اتخاذ إجراءات – ليس فقط على مستوى حكومتنا الفيدرالية، بل أيضًا في مدننا وولاياتنا في جميع أنحاء بلدنا؛ وفي الأعمال الصغيرة والأعمال الكبيرة والشركات العملاقة؛ وحيال العمال الأميركيين في كل مجال.

إني أرى فرصة لخلق الملايين من فرص العمل التي تحمي النقابات حقوق العاملين فيها، ذات الأجر الجيد للطبقة الوسطى.

أرى عمال الخطوط الحديدية يضعون آلاف الأميال من خطوط النقل من أجل شبكة نظيفة وحديثة ومرنة.

وأرى عمالًا يغلقون مئات الآلاف من آبار النفط والغاز المهجورة التي تحتاج إلى التنظيف، ومناجم الفحم المهجورة التي تحتاج إلى الإصلاح، واضعين بذلك حدّا لتسرب الميثان وحماية صحة مجتمعاتنا.

أرى عمال صناعة السيارات يبنون الجيل التالي من السيارات الكهربائية، وعمال الكهرباء يقومون بتركيب 500 ألف محطة لإعادة شحن هذه السيارات على طول طرقنا السريعة في طول البلاد وعرضها.

وأرى المهندسين وعمال البناء يبنون مصانع جديدة لاحتجاز الكربون والهيدروجين الأخضر لتشكيل فولاذ وأسمنت أنظف وإنتاج طاقة نظيفة.

وأرى المزارعين يستخدمون أحدث الأدوات المتطورة لجعل التربة في قلب بلادنا الجبهة الجديدة للاختراعات التي تحتجز الكربون وتحمي المناخ.

من خلال الحفاظ على هذه الاستثمارات وتشغيل هؤلاء الأشخاص، تنطلق الولايات المتحدة نحو تحقيق هدف خفض غازات الاحتباس الحراري إلى النصف بحلول نهاية هذا العقد. هذا هو الهدف الذي نبغي الوصول إليه كأمة، وهذا ما يمكننا فعله إذا اتخذنا إجراءات لبناء اقتصاد لا يقتصر على كونه أكثر ازدهارًا فحسب، وإنما يكون أكثر صحة وعدلًا ونظافة لكوكب الأرض بأكمله.

كما تعلمون، ستضع هذه الخطوات أميركا على مسار اقتصاد خالٍ من الانبعاثات بحلول العام 2050. ولكنّ الحقيقة هي أن أميركا تمثل أقل من 15 بالمئة من انبعاثات العالم. ولا توجد دولة تستطيع بمفردها أن تحلّ هذه الأزمة، وإنني أعرف أنكم جميعًا تدركون ذلك تمامًا. علينا جميعًا، جميعًا – ولا سيما أولئك الذين يمثلون أكبر اقتصادات العالم – أن نسير قدمًا.

وأنتم تعلمون أن أولئك الذين يقومون بإجراءات كبيرة ويستثمرون بجرأة في شعوبهم وفي مستقبل الطاقة النظيفة هم من سيفوزون بالوظائف الجيدة في الغد، ويجعلون اقتصاداتهم أكثر مرونة وأكثر قدرة على المنافسة.

لذلك دعونا نخضْ هذا السباق الآن، لنربح مستقبلًا أكثر استدامة مما لدينا الآن، ولنتغلّب على الأزمة الوجودية الراهنة. نحن نعلم مدى أهمية ذلك لأن العلماء يخبروننا أن هذا هو العقد الحاسم. هذا هو العقد الذي يجب أن نتخذ فيه قرارات من شأنها تجنب أسوأ عواقب أزمة المناخ. يجب أن نحاول قصر الاحتباس الحراري للأرض على 1.5 درجة مئوية فقط.

كما تعلمون، فإن تجاوز حدّ الـ 1.5 درجة يعني المزيد من الحرائق الكبيرة المتكررة في هذا العالم والفيضانات والجفاف وموجات الحر الشديد والأعاصير التي تمزق المجتمعات، وتمزق الأرواح وسبل العيش، وتؤثر بشكل متزايد على صحتنا العامة.

إنه أمر لا يمكن إنكاره. وأنتم تدركون فكرة التسريع والواقع الذي سيأتي إذا لم نتحرك. لا يمكننا الاستسلام لهذا المستقبل. علينا جميعًا أن نتحرك.

وهذه القمة هي خطوتنا الأولى على الطريق، سنسير سوية – جميعًا، بإذن الله – إلى قمة غلاسكو في تشرين الثاني/نوفمبر، ومؤتمر الأمم المتحدة لتغيّر المناخ، كما تعلمون، لنضع عالمنا على طريق مستقبل آمن ومزدهر ومستدام، تعتمد عليه صحة المجتمعات في جميع أنحاء العالم، وتعتمد عليه سلامة ورفاهية عمالنا، كما تعتمد عليه قوة اقتصاداتنا.

إن البلدان التي تتخذ إجراءات حاسمة الآن لإنشاء صناعات المستقبل ستكون هي التي تجني الفوائد الاقتصادية لطفرة الطاقة النظيفة القادمة.

وأنتم تعلمون أننا هنا في هذه القمة لمناقشة كيف يمكن لكل واحد منا، كل بلد، أن يضع طموحات مناخية أعلى، ستخلق بدورها وظائف ذات رواتب جيدة، وتقدم التقنيات المبتكرة، وتساعد البلدان الضعيفة على التكيف مع تأثيرات المناخ.

علينا أن نتحرك. علينا أن نتحرك بسرعة لمواجهة هذه التحديات. الخطوات التي تتخذها بلداننا من الآن وحتى مؤتمر غلاسكو ستهيئ العالم للنجاح لحماية سبل العيش في جميع أنحاء العالم والحفاظ على الاحترار العالمي عند 1.5 درجة مئوية كحدّ أقصى. لا بدّ لنا من السير على الطريق الآن من أجل القيام بذلك.

إننا إن فعلنا ذلك، فسوف نتنفس بشكل أسهل، بالمعنى الحرفي والمجازي؛ سنخلق وظائف جيدة هنا في الوطن لملايين الأميركيين؛ ونضع أساسًا قويًا للنمو في المستقبل. ويمكن لهذا أن يكون هدفكم أنتم أيضًا. إنه واجب أخلاقي، وواجب اقتصادي، وهي لحظة صعبة، ولكنها أيضًا لحظة محمّلة بشتّى الاحتمالات غير العادية.

الوقت قصير، ولكنني أعتقد أننا يمكننا القيام بذلك. وأعتقد أننا سنفعل ذلك.

شكرًا لكونكم جزءًا من القمة. شكرًا لكم على المجتمعات التي تمثلونها، والالتزامات التي قطعتموها. بارك الله فيكم جميعًا.

وإنني أتطلع إلى التقدّم الذي يمكننا تحقيقه معًا اليوم وما بعد اليوم. حقا ليس لدينا خيار آخر سوى أن ننجز هذا الأمر.

8:14 صباحًا. بتوقيت شرق الولايات المتحدة