كلمة وزير الخارجية الأمريكي في قمة القادة الافتراضية حول المناخ

15

 

لقد أوضح الرئيس بايدن ونائبة الرئيس هاريس أن هذه الإدارة تعتزم أن تبذل جهودا أكبر من أي إدارة في تاريخ الولايات المتحدة لمواجهة أزمة المناخ. وتستطيع الإجراءات التي تتخذها الولايات المتحدة في الداخل أن تساهم كثيرا في الحفاظ على ارتفاع درجة الاحترار عند 1,5 درجة مئوية. ولهذا نرفع من طموحاتنا كما أشار الرئيس وسنحقق الأهداف الجديدة التي وضعناها.

ولكن بالطبع، لا يستطيع أي بلد أن يتغلب على هذا التهديد الوجودي بمفرده. نحن نواجه هذه الأزمة معا، ولن يؤثر ما تفعله أو لا تفعله كل دولة على مواطني هذه الدولة فحسب، بل على الناس في كل مكان. قد ينتاب الكثير منا، وربما جميعنا، إحساس قوي بالإلحاح، وهذا هو سبب تواجدنا هنا. ونأمل أن يترجم ذلك إلى إحراز للتقدم الضروري خلال هذه السنة الحرجة وهذا العقد الحاسم.

إن عواقب التقصير واضحة. بدأ كل بلد من بلداننا يعاني من تأثير تغير المناخ وسيزداد الأمر سوءا. باتت العواصف أكثر تواترا وشدة وفترات الجفاف أطول والفيضانات أقوى وبتنا نشهد نزوح المزيد من الناس والمزيد من التلوث وارتفاعا للتكاليف الصحية. وقد يؤدي تغير المناخ إلى انتشار الأمراض وانعدام الأمن الغذائي والهجرة الجماعية والصراعات. تضر هذه العواقب كلها بالمجتمعات المحرومة والمهمشة في بلداننا بشدة، وتعاني بعض الدول من آثار أكثر خطورة من غيرها، وحري بنا أن نعترف بذلك ونتعامل معه.

ولكن على حد تعبير الرئيس، من الخطأ أن نفكر في المناخ من منظور التهديدات فحسب. نحن نتمتع بفرصة فيما نتخذ إجراءات ملموسة للحد من الانبعاثات والاستعداد لآثار تغير المناخ التي لا يمكن تجنبها. نتمتع بفرصة خلق وظائف مستدامة وجيدة الأجر لتعزيز المزيد من النمو والمزيد من العدالة وتوفير وصول مستدام وموثوق وبأسعار معقولة إلى الطاقة لعدد أكبر من الناس، وهذا أمر حاسم لكل جانب من جوانب التنمية البشرية. لذلك نعمل على ضم كل دولة وكل شركة وكل مجتمع في مختلف أنحاء العالم إلى هذا الجهد لتحقيق النجاح.

ستعمل الولايات المتحدة على تعبئة الموارد والمعرفة المؤسسية والخبرة الفنية من مختلف أقسام حكومتنا والقطاع الخاص والمجتمع المدني والجامعات البحثية للمساعدة فيما تسعى البلدان الأخرى للوفاء بأهدافها المناخية وزيادتها. نريد أن تعرف كل دولة حاضرة هنا أننا نريد العمل معها لإنقاذ كوكبنا ونحن جميعا ملتزمون بإيجاد كافة السبل الممكنة للتعاون في مجال المناخ.

يمكننا أن نحقق أكثر من مجرد التوصل إلى حل للأزمة لو عملنا معا، ويمكننا تحويلها إلى فرصة لتحسين مجتمعاتنا وإفادة الناس في مختلف أنحاء العالم، ويمكننا تحديد الأساس للتعاون بشأن التحديات المشتركة الأخرى.

ثمة قضايا عدة لا نتفق جميعنا حولها، ولكن هذه ليست واحدة منها. فبغض النظر عن الدولة التي نأتي منها، نحن نعرف ماهية العالم الذي نريد أن نتركه لأطفالنا وأحفادنا. ولا يسعني التفكير في سبب أفضل أو أكثر إلحاحا لتوحيدنا.

يشرفني الآن أن أدعو سعادة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش للكلام.