كولومبا.. الرئيس يعلن تعرّض مروحيته لإطلاق نار قرب حدود فنزويلا
أعلن الرئيس الكولومبي إيفان دوكي أنّ مروحية كان يستقلها تعرضت لإطلاق نار بالقرب من الحدود مع فنزويلا، في أول هجوم
يستهدف رئيسا كولومبيا منذ حوالى 20 عاما.
ولم تُسجّل أي إصابات فيما لم توضح السلطات إن كان إطلاق النار تم من الجانب الفنزويلي أم الكولومبي من الحدود، علما أن
بوغوتا تتهم كراكاس مرارا بإيواء متمرّدين كولومبيين على أراضيها.
وقال دوكي في بيان رسمي “إنه هجوم جبان… نرى ثقوب الرصاص على المروحية الرئاسية“.
وذكر دوكي أنه كان في المروحية مع وزيري الدفاع والداخلية ومع حاكم مقاطعة نورتي دي سانتاندير، المتاخمة لفنزويلا.
وأوضح أن “ميّزات السلامة” الموجودة في مروحيته منعت هجوما “قاتلا”.
وصرّح “وجّهت كامل الفريق الأمني بوضوح تام لملاحقة أولئك الذين أطلقوا النار على الطائرة”.
بدورها، نددت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبعثة الأمم المتحدة في كولومبيا بالهجوم.
وأقلعت المروحية من بلدة سارديناتا وكانت متجهة إلى كوكوتا الواقعة عند الحدود عندما تعرّضت لإطلاق النار.
وحضر دوكي مناسبة في منطقة كاتاتومبو، وهي واحدة من المناطق حيث تتم زراعة نبتة الكوكا في كولومبيا، أكبر منتج
للكوكايين في العالم.
وتشهد الحدود الطويلة بين كولومبيا وفنزويلا عادة اشتباكات من أجل عائدات المخدرات يتواجه فيها أفراد من ميليشيا “جيش
التحرير الوطني” ومسلّحون انشقّوا عن حركة فارك بعد إبرامها اتفاقية السلام مع الحكومة وغير ذلك من المجموعات
المسلحة.
وقطع البلدان الجاران علاقاتهما بعدما وصل دوكي المحافظ إلى السلطة العام 2018.
ولطالما اتّهمت حكومة دوكي السلطات الفنزويلية بقيادة الرئيس الاشتراكي نيكولاس مادورو بإيواء مقاتلي “جيش التحرير الوطني”.
وقال دوكي بعد الهجوم “نحن لا نخاف من العنف أو من أعمال الإرهاب. دولتنا قوية وكولومبيا قوية بما يكفي لمواجهة هذا النوع من التهديد”.
وشهدت المنطقة الحدودية أعمال عنف في الفترة الأخيرة.
غضب في الشوارع
في 16 حزيران/يونيو، انفجرت سيارة مفخخة في قاعدة عسكرية في كوكوتا، ما أسفر عنه إصابة 36 شخصا بجروح.
ونسبت الحكومة الهجوم إلى “جيش التحرير الوطني “، الذي علّقت في 2019 مفاوضات سلام معه بدأت في أعقاب إبرام
الحكومة اتفاق سلام تاريخيا سنة 2016 مع فارك (القوات المسلحة الثورية الكولومبية) الأكبر بكثير، في خطوة وضعت حدا
لحرب أهلية استمرت لعقود.
وكان تفجير وقع العام 2003 واستهدف الرئيس آنذاك ألفارو أوريبي آخر هجوم يستهدف رئيسا في كولومبيا.
وانفجرت حينها قنبلة بزنة 20 كيلوغراما كانت مخبّأة داخل مبنى قرب المطار في مدينة نيفا (جنوب غرب) قبيل هبوط طائرة
كانت تقل أوريبي، الذي يعد بمثابة مرشد دوكي السياسي.
وأودى التفجير بحياة 15 شخصا وأصاب 66 بجروح. وحمّلت الحكومة فارك مسؤوليته.
ومنذ وصول دوكي إلى السلطة، تعيش كولومبيا أسوأ موجة عنف منذ اتفاق السلام مع فارك.
وتتهم الحكومة مجموعات مسلحة تحصل على التمويل من عائدات تجارة المخدرات بتنفيذ مجازر في مناطق نائية حيث يتم
إنتاج الكوكا.
وأعرب عشرات الآلاف عن امتعاضهم في 28 نيسان/أبريل من مقترح لرفع الضرائب قالوا إن من شأنه أن يؤذي الطبقة الوسطى،
التي تعاني أساسا اقتصاديا جرّاء الوباء.
وألغت الحكومة المقترح لكن التظاهرات تحوّلت إلى حراك شعبي أوسع للتعبير عن الغضب حيال انعدام المساواة والتعليم وغير
ذلك، وسط شكاوى بشأن استخدام الشرطة القوة لإخماد الاحتجاجات التي قتل فيها أكثر من 60 شخصا.