كيف استقبل الإسرائيليون جثامين الرهائن؟
استقبلت إسرائيل جثامين أربعة رهائن أُعيدوا من قطاع غزة عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر. فور وصولهم إلى إسرائيل، نُقلت النعوش، المغطاة بالعلم الإسرائيلي، في موكب عسكري إلى معهد الطب الشرعي في أبو كبير، وسط مراسم رسمية شملت قراءة المزامير، حرس الشرف، وتحية عسكرية من جنود الجيش الإسرائيلي.
رافقت قوات الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) النعوش من غزة إلى داخل إسرائيل، حيث جرى نقلها إلى المركز الوطني للطب الشرعي لتأكيد الهويات. في الوقت ذاته، امتلأت الشوارع والتقاطعات بالآلاف من الإسرائيليين الذين خرجوا لمواكبة الموكب وإظهار تضامنهم مع العائلات المنكوبة. كما احتشد كثيرون أمام معهد الطب الشرعي في أبو كبير لتقديم التحية الأخيرة.
الدم يقطر من فم نتنياهو.. حماس ترسل جثامين الرهائن مع رسائل
في المقابل، احتجت الحكومة الإسرائيلية بشدة لدى الدول الوسيطة واللجنة الدولية للصليب الأحمر على ما وصفته بـ”المراسم الاستفزازية” التي أقامتها حماس خلال تسليم الجثامين، معتبرة أنها خرق للاتفاقات المبرمة بشأن إعادة الرهائن. الجيش الإسرائيلي، بدوره، أعلن أنه أجرى عمليات فحص أمني للنعوش قبل وصولها إلى معهد الطب الشرعي، لضمان عدم وجود أي عوائق تعطل إجراءات التعرف على الجثامين.
وزير الصحة الإسرائيلي، أوريئيل بوسو، أكد أن معهد أبو كبير مستعد بشكل غير مسبوق لاستقبال الجثامين، واصفًا الحدث بأنه “لحظة محورية”، نظرًا لحساسية الموقف وتأثيره على المجتمع الإسرائيلي. وأضاف أن عمليات الفحص والتأكد من الهويات قد تستغرق بعض الوقت، مشيرًا إلى أن تحديد أسباب الوفاة سيتم بدقة علمية متناهية.
اعتراف بالفشل وطلب للصفح
الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ لم يُخفِ خيبة أمله العميقة، حيث قال في تصريح مؤثر: “إنها لحظة عذاب وألم. لقد تحطم قلب أمة بأكملها إلى شظايا. نيابة عن دولة إسرائيل، أحني رأسي وأطلب الصفح. آسف لأننا لم نقم بواجبنا. آسف لأننا لم نحميكم في ذلك اليوم الملعون. آسف لأننا لم نعيدكم إلى وطنكم سالمين. ولتكن ذكراهم مباركة.”
من جانبه، أصدر ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي بيانًا رسميًا جاء فيه أن الحكومة أبلغت عائلات الرهائن بعودة الجثامين، داعيًا الجمهور إلى احترام خصوصية العائلات وتجنب نشر معلومات غير دقيقة أو شائعات حول تفاصيل الواقعة.
وبينما تتلقى العائلات الإسرائيلية نبأ عودة ذويها جثثًا، يواجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ضغوطًا متزايدة وسط اتهامات بالتقصير والفشل في إعادة الرهائن أحياء. المعارضة السياسية في إسرائيل لم تفوّت الفرصة لانتقاد سياسات الحكومة، فيما تزايدت المطالب بإعادة النظر في استراتيجية التعامل مع ملف الأسرى والمفقودين