كيف غيّر عام 2024 موازين فناني سوريا بعد سقوط النظام؟

2

لم يكن يتوقع فنانو سوريا أن تنقلب موازين حياتهم وحساباتهم بين عشية وضحاها، مع سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد، فقد أحدثت التطورات الدراماتيكية التي شهدتها البلاد تحولًا جذريًّا في مواقف وتوجهات العديد من نجوم الفن السوري.

انقسم الفنانون بين مؤيدين ومعارضين للنظام السابق، ما جعلهم يواجهون مصائر متباينة، فعادت “الطيور المهاجرة” من الفنانين الذين اتخذوا مواقف معارضة للنظام بعد سنوات من الغياب، بينما واجه المؤيدون السابقون غضبًا عارمًا من الشارع السوري، نتيجة دعمهم المعلن للنظام طوال سنوات الأزمة.

هذا الغضب الشعبي أجبر بعض المؤيدين على العدول عن مواقفهم السابقة، إلا أن ذلك لم يكن كافيًا لاستعادة ثقة الرأي العام، ما دفع العديد منهم إلى مغادرة البلاد والصمت خوفًا من تداعيات مواقفهم السابقة، تاركين وراءهم إرثًا فنيًّا معقدًا ومواقف أثارت الكثير من الجدل.

“بسبب المعارضة والتأييد.. توقف الأعمال الدرامية”
بينما كان مؤيدو النظام السابق، يعملون لسنوات طويلة في السينما والدراما السورية، كان آخرون يحاربون من أجل الحضور الفني بأعمال من الخارج، أبرزهم الذي قدم عدة بطولات درامية وسينمائية في مصر، ومكسيم خليل الذي تحدى الجميع علانية، وقدم مُسلسل “ابتسم أيها الجنرال” الذي وصفته تقارير إعلامية بأنه تنبأ بسقوط نظام بشار الأسد.

“حماس” تكشف سبب تأجيل مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى

ومع بدء تصوير أعمال درامية سورية كان يجري تحضيرها للعرض خلال موسم دراما رمضان 2025 المُقبل، لم يخطو صُناع الأعمال الفنية السورية سوى بضع خطوات قليلة صوب الأعمال التي كان يجري التجهيز لها بين بناء الديكورات وبدء التصوير الفعلي، لحين سقوط النظام السوري السابق، ما تسبب في توقف جميع الأعمال الدرامية السورية وتأجيل تصويرها لأجل غير مسمى.

وبحسب تقارير إعلامية، فإن مسلسل “البطل” بطولة بسام كوسا و ونور علي وفرح بسيسو وإخراج الليث حجو، توقف دون تحديد موعد العودة للتصوير، كذلك مسلسل “السبع” الذي قيل إنه توقف وتم إلغاء تصويره بسبب موقف بطله باسم ياخور المؤيد لنظام بشار الأسد، وخوفه من العودة للأراضي السورية؛ بسبب تصاعد وتيرة الغضب من الرأي العام السوري ضده.

وفي السياق ذاته كانت المخرجة رشا شربتجي عاينت أماكن تصوير مسلسل “مطبخ المدينة” من أجل انطلاق التصوير قريبًا بمناطق ريفية سورية، وبسقوط نظام بشار الأسد توقف العمل، وغير معلوم الموقف منه حتى الآن.

“مكسيم خليل.. عودة بعد رحيل 12 عامًا”
شهدت عودته للأراضي السورية مُنذ أيام، تفاعلًا واسعًا لدى الجمهور السوري، الذي احتشد بعشرات الآلاف حول حضور الفنان مكسيم خليل بساحة الأمويين قبل أيام، موجهًا كلمات مؤثرة للجميع عن الحرية وسقوط نظام الطاغية بشار الأسد، بحسب ما ذكره.

كما أن الفنان مكسيم خليل لم يتمكن من المشاركة بأي أعمال فنية سورية على غرار زملائه، مُنذ أكثر من 12 عامًا، بعد مُغادرة الأراضي السورية، وإدراج اسمه وزوجته الفنانة سوسن أرشيد بقوائم المحظورين والمطلوبين في عام 2015؛ بسبب موقفهما المعارض لنظام بشار الأسد.

ومع تداول تقارير إعلامية بطولة الممثل السوري لمسلسل بعنوان “تحت الأرض: موسم حار”، من المقرر عرضه بموسم دراما رمضان 2025، يبقى الموقف غير معلوم حتى الآن، ما إذا كان سيختار أن يكون هذا العمل الدرامي الاجتماعي الذي يعود به لعام 1900، سيكون أول أعماله الدرامية من سوريا، أو سيقدم له عروض درامية سخية تليق بعودته إلى سوريا من جديد.

وفي إطار سياسي متعلق بالنظام السابق، كما بدأ يلوح بالأفق أحاديث عن توجه عام عن إنتاج أعمال درامية تُحاكي سنوات دمار نظام بشار الأسد لسوريا تحت حكمه السابق، على غرار التحضير لمسلسل “صيدنايا” بمُشاركة عشرات الفنانين السوريين.

بعد المستشفيات.. قرار سوري جديد بشأن جامعتي تشرين والبعث

“جمال سليمان.. بين المشهد السياسي والفني”
تصدر الفنان جمال سليمان محركات البحث منذ سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، ومثلت خطوة إعلانه رغبته في الترشح للانتخابات الرئاسية السورية مفاجأة من العيار الثقيل، وعلى الرغم من ارتباطه بمشروع درامي مكون من 15 حلقة بمصر، ومن المقرر عرضه بموسم دراما رمضان 2025 المُقبل بعنوان “أهل الخطايا” مع المخرج رؤوف عبد العزيز، فإنه فجر مفاجأة أخرى مُدوية، بإعلان التحضير لمسلسل يحمل عنوان “”، ويجمع كبار وعشرات الفنانين السوريين، ويُسلط الضوء على جرائم النظام السوري السابق في السجن الذي ضج العالم أجمع من القصص داخله.

 

وتساءلت آراء إعلامية سورية، عن كيفية موافاة الفنان جمال سليمان بين ثلاثة مشاريع هامة بالنسبة له، بين بطولته لمسلسل مصري وآخر سوري، وبين رغبته في الترشح للانتخابات الرئاسية السورية، أو المُشاركة في العمل السياسي السوري الحالي، خاصة بعد أن نبه على ضرورة إرساء دستور جديد لسوريا، على هامش ندوة أُقيمت مُنذ أيام بمقر نقابة الصحفيين المصريين بالقاهرة.

“سلاف فواخرجي.. بطولة درامية وهروب”
واجهت موجة عارمة من الغضب والاتهام بـ “التشبيح” بسبب دعمها لنظام الرئيس السابق بشار الأسد، وارتبط اسمها ببطولة مسلسل “ليالي روكسي” الذي كان مُقررًا له العرض بموسم رمضان 2025 المُقبل للمخرج محمد عبد العزيز، لكن برحيل عن الأراضي السورية، بعد الصورة المتداولة لها ولزوجها الممثل وائل رمضان من مطار دمشق يغادران الأراضي السورية، تُبشر بتوقف المسلسل الذي قطع صُناعه مرحلة تجهيز الديكورات الأساسية، وتصوير عدد لا بأس به من مشاهد العمل.

وأرجحت آراء إعلامية سورية، إمكانية تغيير بطلة المسلسل سلاف فواخرجي حال صدور قرار استكمال تصوير الأعمال الدرامية السورية، بينما أكدت الآراء ذاتها أن المسلسل قد يكون من الأعمال المعصوف بها بسبب مُشاركة الفنان أيمن زيدان، الذي عُرف بدعمه لنظام بشار الأسد، وفق تقارير إعلامية، ما يُبشر بعدة أزمات قد لا تستطع الجهة الإنتاجية إيجاد الحلول لها بتغيير الأبطال، وعلى وجه الخصوص بعد انطلاق تصوير العمل.

“بسام كوسا.. بطولة درامية ومغادرة حال تقسيم سوريا”
أربك عام 2024 حسابات النجم السوري الكبير ، بعد سقوط نظام بشار الأسد، الذي كان على رأس الفنانين السوريين الذين اجتمع بهم مؤخرًا، ما تسبب في تصاعد وتيرة الغضب ضده، حتى بعد تعليقه على الأزمة والأحداث الأخيرة بسوريا عقب سقوط النظام السابق، إذ واجه اتهامات بتغيير موقفه السياسي، وعدَّ الجمهور أنه كان داعمًا للنظام السوري السابق؛ بسبب تصدره المشهد في مُقابلات الهارب بشار الأسد بفناني سوريا، على الرغم من اعتراف الجميع بأنهم كانوا مُجبرين على القيام بذلك؛ بسبب الأوامر من الأنظمة الأمنية السورية، والتهديدات التي تلقوها حال عدم حضورهم اجتماعات الرئيس السابق بشار الأسد.

وتسبب المشهد السوري الجديد، في توقف مسلسل “البطل” الذي يؤدي بطولته، وإلى جانبه محمود نصر وفرح بسيسو وخالد شباط ونور علي وآخرون، وهو العمل الذي يعود به المخرج الليث حجو بعد غياب خمسة أعوام عن إخراج الأعمال الدرامية السورية.

ووسط توقعات خُبراء السياسة والفلك عن تقسيم سوريا بعام 2025، تبقى تصريحات بسام كوسا الأخيرة حول أنه لن يُغادر الأراضي السورية، إلا إذا تم تقسيمها، محط اهتمام وترقب كبيرين.