كَأسُ الأَيَّام .. بقلم الشاعر أسعد مكاري
هَلْ بَدأَ كأسُ الأَيّامِ يَفرُغ ؟
وبَدأَت تهربُ الساعاتُ في أَزقّةِ الوَقتِ
تَتبَعثرُ الأَفكارُ إِلى بَقايا
هُنا وَهُناك
وَالذاكِرَةُ شِبهُ مُندَثِرَة !
لا تُلمْلِمُ خاطِرَةً مِن جُرحٍ
وَمِن سَماءٍ
جَميعُ الصُوَرِ كَأَنَّها تَمرُّ دُفعَةً واحِدَةً
كَوَميضٍ مَزَّقَ شَغافَ الروحِ في ليلةِ اختباءِ البدرِ في دُجَى الخَيال…
هَلْ بَدأَ كأسُ الأَيَّامِ يَفرُغ ؟
وَأَحلامي يُصِيبُها الكَرَى
تَتوسَّدُ ضَبابِيةَ الحُروفِ
وَأَنا لا حَولَ لي
وَلا
دَمعةَ عِطرٍ أَرتَشِفُها
هُدباً تَرسُو عَلَيهِ سُفُني
سَنابِلَ أُمَشِّطها بِأَنامِلي السَمراء…
أَتَبقَى وَحدَها الدُروبُ تَتَأبَّطُ حِكاياتِ جُنُونيَ المُتشَظِّي
أَم تَبقَى الأَفكارُ مُعَلَّقَةً في دائرَةِ الظَمَأ تَرتَجي انتِشاء…
