وأوضح العقيد ضناوي في مؤتمر صحفى اليوم بقاعدة بيروت البحرية، أن المركب كان عتيق الطراز وغير مؤهل للإبحار حيث تم تصنيعه عام 1974، مشيرا إلى أن المركب الذي يبلغ طوله عشرة أمتار وعرضه ثلاثة أمتار وتتسع حمولته لستة أشخاص فقط، كان يقل حمولة لحظة غرقه توازي 15 ضعف الحمولة المصرح بها.

وأضاف أن حمولة المركب لم تكن تسمح له بأن يبتعد عن الشاطئ، مشددا على أن عناصر القوات البحرية حاولوا إقناع قائد المركب بعدم الإبحار لعدم وجود وسائل الأمان أو النجاة والإنقاذ على المركب، إلا أنه رفض، مشيرا إلى أن القوات البحرية حاولت منعه من الإبحار إلا أن الوضع كان أسرع من تعامل القوات – على حد وصفه.

ولفت إلى القوات البحرية أطلقت دوريتين بواسطة خافرة (مركب متوسط) وزورقا لملاحقة المركب المنكوب على بعد 3 أميال غرب جزر الرامكين بسواحل مدينة طرابلس، موضحا أن الخافرة وطاقمهما حاولوا إقناع قائد المركب بأن الوضع غير آمن وبذلوا كل الجهد لمنعه من الغرق.
وأكد أن حالة الطقس بالأمس كانت متوسطة ولا تساعد على غرق مركب بحمولته المصرح بها، موضحا أن قائد المركب لم يستجب للعناصر الأمنية التي قامت بواجبها على أكمل وجه، مشيرا إلى قائد المركب قام بتنفيذ مناورات للهروب من الخافرة والزورق بشكل أدى إلى ارتطام المركب المنكوب بالخافرة وبالزورق التابع للقوات البحرية.

وشدد على أن القوات البحرية لم تكن لتعرض الخافرة لأي نوع من أنواع التصادم لأن مركبها أيضا عتيق ومن نفس نوع المركب المنكوب، موضحا أن القوات لم تلجأ لاستخدام السلاح لوجود أطفال ونساء على سطح المركب المنكوب.

وعرض قائد القوات البحرية اللبنانية صورا خلال المؤتمر الصحفي توضح التلفيات التي تعرضت لها الخافرة جراء اصطدام المركب المنكوب بها من المنتصف والخلف مرتين أثناء محاولات المناورة والهرب.

وأضاف أن الاصطدام بالخافرة والوزن الزائد تسبب في شقوق ببدن المركب المنكوب مما أدى إلى دخول المياه بكثافة، مشيرا إلى أن المركب لم يكن به طلمبات لسحب المياه أو تفريغها مما أدى إلى غرق المركب بسرعة فائقة، مشيرا إلى أن المركب هبط أسفل المياه بسرعة تقدر بـ5 ثوان – على حد وصفه – بسبب الحمل الزائد.

وأوضح قائد القوات البحرية بالجيش اللبناني، أن عناصر القوات البحرية قامت على الفور عند وصولها إلى موقع المركب بإلقاء جميع وسائل الإنقاذ وسترات النجاة في المياه لإنقاذ الركاب، مشددا على أن تواجد القوات في محيط الحادث ساهم في إنقاذ 45 شخصا لم يكن خروجهم ممكنا إذا وقع الحادث بعيد عن عناصر القوات البحرية.

وأعرب عن أسفه لوقوع ضحايا في الحادث، معتبرا أنهم دفعوا حياتهم ثمنا لما يعانوه من الأوضاع في لبنان.

وقال إن هناك من يحاول استغلال الموضوع لأسباب سياسية، موضحا أنه لا يوجد عدد محدد حتى الآن لركاب المركب المنكوب، خاصة وأنه كان على متن المركب أكثر من مجموعة قادمة من أماكن مختلفة.

وأكد أن الحادث سيخضع لتحقيق شفاف، موضحا إصرار قائد الجيش اللبناني على هذا الأمر، مستنكرا ما وصفه بتوزيع الاتهامات جذافا.
وأشار إلى أن جهود الإنقاذ أسفرت حتى الآن عن إنقاذ 45 شخصا وانتشال 6 جثث بينهم طفلة فيما تستمر جهود البحث عن المفقودين.