لكاتب أحمد الشامي : فضفضة
ا
عندما تمتطي الحياة تكثُرُ المنعطفات أمامك وتتفرّع السُبُل.. حينها لا بُدَّ من بعض الخدوش، خصوصًا عند ذلك المنعطف الفريد والمشاكس الذي يُهلّل لك، يُناغِشك ويُدغدِعُ قلبك، تأنسُ به وتقفزُ فوق حواجز الزمن والعُمر.. تتأرجحُ به جوارحك وجوارحه بين الطفولة والوعي وبين المراهقة والنضج، فإمّا يُجرِّدُك ويجذبك إلى عوالمه فتفقِد نفسك، وإمّا تجذبه إلى عالمك بالشِدّةِ والتأنيبِ حينًا وبالسماحةِ والعطفِ أحيانا.. تجِد نفسك لا تقوى على طيِّ صفحاته لما ترك من أثرٍ في وجدانك، تؤثِر الصبر وكيِّ الخدوش على أن تهجره بصمت.. ذلك المنعطف هو القيمة المُضافة الذي تقطف من جوانبه بلسمًا لروحك، وتُنشد في أركانه ما يُطرب نفسك، وتضعُ تحته أسطره ألف خط خط..
لربّما صفحاته محور روايتك ورسالتها.. تؤرِّخُ بها مشاهد ومواقف ستشهد عليك في المستقبل، في الظاهر والباطن.. اعتنِ به وتكلّف باحتوائه، ازرع الأقحوانة بين أسطُرِه والقرنفل بين فجوات عباراته..
ولا تتردّد في تقليمِه بين حينٍ وآخر، رعايتك ستجعله أكثر تفرُّدًا، أكثر أُنسًا ونقاءًا.. فلربّما وجدت به ما عنيت وأدركت به ما فقدت، وجعلته دربًا لمسيرتك وعنوانًا لروايتك.
#أسود