لمى أبو النجا تكتب: من خاف سلم

194

مثل شعبي متداول في بيئتنا العربية أرى أن انتشاره وترسيخه يعد سبب من أسباب إساءة التصرف وإتخاذ القرارات و ردود الأفعال الخاطئة في كثير من الزوايا..

مانفعله بتخويف الأطفال على سبيل المثال بغرض تهذيبهم أو ابعادهم عن المخاطر ، نحن لانعلم أن هذا الطفل الذي نجحنا بإسكاته بالترهيب قد تركناه وهو يحمل في جوفه أسئلة لاتحصى وتشويش في المفاهيم وفي النظرة السليمة للمواقف

نجد الأهالي يخيفون طفلة وصلت لسن الإدراك بعمر الاربع سنوات أو الخمس سنوات بمنعها من الذهاب للبقاله أو بالإحتكاك بالرجال ومن التواجد مع الغرباء دون إفهامها عن السبب أو أن نجيبها إن سألت “لأنه ممكن يخطفك وياخذك بعيد عن أمك” فقط..
لانعلم أننا تركناها محتاره لماذا على شخص ما أن يخطفها ؟ لماذا يؤذيها؟…الخ
مما يؤدي بها إلى الإعتقاد بأنها سبب في المكروه إن حصل لها فتعيش بتأنيب قد يمنعها من إخبار الأهل لأي خطر مثل التحرش
نحن لا ننشر التوعية بين بناتنا الصغار حول هذه الجريمه بحق طفولتها والتي سوف تؤثر بعد ذلك على حياتها الأسرية والزوجية والنفسية بالحقد والخوف والعقد الكبيرة ناحية جميع الرجال ، تتشوه عاطفتها تماماً فلاتعرف الفرق بين الحب واللعب والعفه والمجون..
التحرش يسبب ظلامية وتشوه لانستطيع معرفته الا في نفسية من ساء حظها وتعرضت لذلك المسكينه فقتلت براءتها
لانناقش هذه الامور مع بناتنا بحجة العيب والحرام وأننا لانريد تفتيح أعينهن لمثل هذه الأمور

يفترض أن يتم الشرح للطفلة والطفل أن هناك مناطق في جسده محظور لمسها الا لوالدته وان نشرح لهم مثلا كيف اذا ماتم لمسهم بطريقه معينه فان ذلك مؤشر خطر عليهم الإبلاغ عنه فوراً إما للوالدين أو أحد الكبار

علينا أن نطمئن الاطفال ان حصل وتعرضوا لموقف خطير أن ذلك الخطر ليس لذنب ارتكبوه بعدم اطاعة أوامرنا وان نفهمهم أن في العالم الخارجي أشخاص سيئين قد يؤذونهم
علينا أن نشرح للطفل بطريقة تناسب وعيه وبكلمات حقيقية لا بعبارات وبطريقه تقلل من وعيه الإدراكي للامور او بقصص وكائنات أسطورية غير متواجدة على أرض الواقع

علينا أن نفهم الطفل ان العسكري هو رجل أمن مهمته حمايته من المجرمين والمفسدين بالارض ودعمه ان تعرض لخطر وليس القبض عليه لانه بكى أو طلب لعبة لانريد شراؤها له أو تأخر في نومه !
ليكبر وفي اللاوعي لديه خوف من العسكري فلا يستأمنه على حياته أو يهرب منه لأي عمل يرتكبه..
وصل الحال إلى إختراع تطبيقات اسمها “شرطة الأطفال” برقم يتصل به الشخص ليجيب رجل كانه شرطي قادم ليقبض على هذا الطفل !!!
أي تشويه و أي تدمير نعامل به أطفالنا؟؟
ثم يكبرون فيصبحون آباء و أمهات ومعلمين ومعلمات و مدراء ومسؤولين ممتلئين بالاضطرابات النفسية والتي سوف يرثوها بدورهم إلى من يليهم وهكذا …

أطفالنا مسؤولية