لمياء ابن احساين تكتب : الباب المفتوح

840

ألا أونا ألا دوي ألا ثري هكذا ابتدأ المزاد في دول الخليج العربي ،مزاد مفتوح لمن يدفع أكثر.
ترامب أو إمبراطور العالم الجديد عاد ليحكم ويروض صقور الخليج ،جولته في الشرق الأوسط تحمل طابعا مختلفا عن زيارته السابقة في العام 2017، هذه المرة المنطقة تشهد تحولات جيوسياسية سريعة، تغيير المسار الديبلوماسي مع إيران ،سقوط نظام الأسد ،وتصاعد العدوان العسكري على غزة.
ترامب رجل أعمال يتعامل بالمال قبل السياسة، لا يتكلم اعتباطيا ولا يتحرك إلا بالمسطرة والقلم، كل خطوة محسوبة وكل كلمة مقصودة، زيارته لها وجهان سياسي واقتصادي وتثير حولها الكثير من التساؤلات والتكهنات.
سياسيا تظهر الزيارةعلى أنها دعم الإدارة الأمريكية لحلفائها الكلاسيكيين في المنطقة، اقتصاديا توقيع اتفاقيات بملايير الدولارات،كل دولة تتسابق للدفع أكثر.
قطر تقدم نفسها على طبق من ذهب لترامب خوفا من تصنيفها كدولة راعية للإرهاب ،لتمويلهاحماس والإخوان المسلمين والحوثيين الذين يهددون الملاحة في الخليج العربي.
الإمارات والسعودية التي بها انطلقت زيارة ترامب ،لتكون منصة لإعادة بلورة الدور الأمريكي في المنطقة ، ومن خلال الرياض التقى بالرئيس السوري أحمد الشرع المولود أساسا بها ،الذي قدم الولاء والاستعداد للتعاون مع إسرائيل ، الشرع تلميذ القاعدة ومؤسس جبهة النصرة وهيئة تحرير الشام بدا قلقا أمام ترامب ومن يفهم لغة الجسد سيرى جليا أن الشرع ينظر إلى أسفل ويتجنب النظر مباشرة إلى الرئيس الأمريكي ،هذا الأخيرالذي كان إلى حد كبير غير واثق من كلام الشرع ، ويحاول أن يسمع بأذنيه و يحلل بالعقل الأيمن المسؤول عن المنطق والتحليل دون عاطفة، لذا كان يستمع بجانب وجهه الأيمن.
السؤال الذي يطرح نفسه بقوة ،هل لقاءه بالشرع فتح الباب حول تخفيف أو إزالة قانون قيصر،أم رهن سوريا بين أمريكا وإسرائيل عوض سوريا وتركيا وإيران ، هذه الأخيرة التي هل يمكن للاتفاقيات الاقتصادية التي وقعت بملايير الدولارات أن تنتزع منها تنازلات أوسع ،خصوصا فيما يتعلق بتدخلها في الصراع بالوكالة ؛ في اليمن والعراق ولبنان وبالتزامن مع بدأ المفاوضات الرابعة مع واشنطن بخصوص ملفها النووي الذي يؤرق دول الخليج ويهدد أمنها، وهل يمكن لدول الخليج أن تؤدي دورا هاما في هذه المفاوضات من خلال تقديم حوافز إقليمية وتعاون اقتصادي، يؤدي في الأخير إلى اتفاق نووي أمريكي معها.
كل هذه التساؤلات ستجد إجاباتها بعد كشف الستار عند عودة ترامب للبيت الأبيض ومهما تكن الإجابات فالأهم في الزيارة هو أنها حدثا مفصليا في العلاقات العربية الأمريكية والرابح الأكبر فيها هو ترامب وأمريكا .