لمياء ابن احساين تكتب : الرصاصة لا تزال في جيبي
أحمد الشرع أبو محمد الجولاني إسمان لرجل واحد أو رجلان ؛فهناك من يختلف على أن الشرع ليس الجولاني، لكن كيفما كان فالجولاني بمظهره الأول غير الشرع الحالي، الرجل الآتي من رحم التنظيمات الإرهابية صاحب البندقية والرصاص، دخل القصر الرئاسي السوري في الخامس والعشرين من يناير 2025 ببدلة وربطة عنق مرتديا في يده ساعة من ماركة باتيك فيليس السويسرية الفاخرة طراز وولد تايم كرونوغراف 5930ج ،يتراوح سعرها بين 70000 و100000دولار الشيء الذي أثار الكثير من الجدل والتساؤلات عن من يكون الشرع الذي انظم للقاعدة في 2003 بقيادة أبو مصعب الزرقاوي واعتقل من طرف الأمريكان في 2006 حيث بقي بسجن بوكا حتى 2011 ليؤسس بعدها جبهة النصرة معلنا ولائه للقاعدة مجددا في العام 2016 ؛ثم يعلن بعدها انفصال الجبهة عن القاعدة ويشكل جبهة فتح الشام التي اندمجت لاحقا في هيئة تحرير الشام، في ذات العام أعلن وفاته وتم بعدها إلغاء مكافأة العشرة ملايين دولار التي رصدتها أمريكا لمن يأتيها بمعلومات تؤدي إلى إلقاءالقبض عليه.ليعود للظهور في نوفمبر 2024 قائدا لعملية عسكرية لإسقاط بشار الأسد خلال 12 يوما وفي
29 من يناير للسنة الحالية تم تعيينه رئيسا لمرحلة انتقالية ، أعلن حينها إلغاء العمل بدستور 2012 وحل حزب البعث ومجلس الشعب والأجهزة الأمنية التابعة للنظام السابق.
سقوط بشار الأسد ووصول الشرع للرئاسة أسال الكثير من المداد حول ماهية الرجل فمن فتح الطريق أمامه ومهد له لكي يظهر بصورة الانفتاحي الحريص على تقديم نفسه على أنه رجل المرحلة والجامع لكل السوريين بمختلف طوائفهم وانتماءاتهم الدينية، انفتاحه على إسرائيل والسماح لها بالدخول إلى الأراضي السورية وتنفيذ هجمات أدت إلى القضاء على قدرات الجيش السوري الجوية .
إذن هل الشرع صناعية مخابراتية أم قائد (جهادي) وما علاقته بأمريكا وتحويله من إرهابي في إعلامها إلى سياسي،من مات هل الشرع أم الجولاني، أم أن العملية كلها تدبيرات مخابراتية لأمريكا والرجل لم يمت بل كان يهيأ ليستلم أمر السوريين بعد رحيل الأسد عن سوريا.
الشرع قدم لإسرائيل مالم يقدمه النظام السابق الذي كان يتمركز في خندق الممانعة حسب تسويقه طيلة عقود لغاية سقوطه ،سلم مقتنيات الجاسوس إيلي كوهين الذي أعدم في سوريا سنة 65 ودفن في مكان
سري وظلت الموساد تبحث عن رفاته وتطالب بمقتنياته،حيث يعتبر أسطورة وأيقونة إسرائيل حسب تصريح بنيامين نتينياهو فكيف يسلم الشرع ما يعتبر جزءا من الأرشيف السوري وهو المتربي في معسكرات الإرهاب ومشبع بالفكرالقاعدي وآثارالرصاص لا تزال في يده.لماذا لم يستعمل المقتنيات كأداة للضغط على إسرائيل للخروج من سوريا وهضبة الجولان.
هذا التساؤل يؤكد كلام روبرت فورد السفير الأمريكي السابق في سوريا الذي كشف أثناء محاضرة ألقاها في مجلس بالتيمور للشؤون الخارجية في ماريلاند عن مشاركته في جهود لتحويل الشرع من العمل الجهادي إلى السياسة ضمن مبادرة قادتها منظمة بريطانية غير حكومية متخصصة في حل النزاعات، التأهيل بدأعام 2023 وشمل سلسلة من اللقاءات معه أخرها داخل القصرالرئاسي هذا التصريح زاد من مخاوف السوريين حول تقسيم سوريا المحتمل وأكد التكهنات حول مجيء الرجل بسرعة وإسقاطه لنظام ظل محميا طيلة أربعة عشر سنة.
