لمياء ابن احساين تكتب : الزيجات المختلطة بين المغربيات والجزائريين زواج أم نزعة للتعالي
الزواج المختلط في المغرب ليس ظاهرة جديدة إذ جمعت روابط القرابة والمصاهرة المغاربة بجيرانهم مند عقود،غير أن هذه العلاقة بين المغربيات والجزائريين تأخذ أحيانا أبعادا تتجاوز الجانب العاطفي لتثير نقاشا اجتماعيا حول التوازن بين الزواج الحقيقي والنظرةالمتعالية التي يحملها بعض الأزواج الجزائريين تجاه المجتمع المغربي.
فحين يتحول الزواج المختلط من جسر للتقارب إلى منصة للتكبر تنكشف مفارقات اجتماعية مؤلمة، فعدد من المغربيات اللواتي ارتبطن بجزائريين يواجهن يوميا ليس فقط اختلاف في العقليات والتقاليد بل أيضا نظرة استعلاء تجعل العلاقة أقرب إلى صراع قيمي منها إلى حياة زوجية طبيعية فبعضهم حتى خلال زيارة عابرة أو عطلة قصيرة يتبني خطاب الاحتقار والاستقواء يصل لدرجة سب المغاربة وانتقاد لثقافتهم وتحقيرلأسلوب عيشهم.
هذا السلوك يطرح سؤالا مهما هل الزواج المختلط يظل علاقة مبنية على الاحترام والمودة أم أنه أصبح منصة لإشباع عقد نفسية واستعراض لتفوق وهمي؟
فوراء تعالي بعض الجزائريين يكمن شعورمزمن بالتفوق الوهمي فحسب الباحثون الاجتماعيون فإن هذه السلوكويات تعود إلى أن هؤلاء الأزواج قد يكونون أسرى لعقد نفسية متجذرة ويحملون عقد نقص مغطاة بالغطرسة وإظهار نظرة دونية للمغاربة عند أي نقاش سياسي أورياضي،وهذا الاستقواء والتكبر ليس مجرد تصرفات فردية بل جزء من ظاهرة يتساهل معها المجتمع المغربي بدعوى الحفاظ على سلام البيت أو تجنب الصدام مما يعطي مساحة أكبر للاستعلاء والشتائم، فالتساهل المجتمعي أحيانا يتحول إلى تشجيع غيرمباشر بالإضافة إلى العقد التاريخية والخلافات السياسية ودورالتربية في تكوين هذه النظرة والذهنية المتعالية التي ترى في المغرب بلدا أقل شأنا، وخطاب الكراهية في الإعلام الجزائري الذي يقدم المغرب بصورة مشوهة وزائفة رغم أن الواقع يكشف عكس ذلك تماما فاستقرارالمغرب وانتفتاحه وحضوره الإقليمي والدولي يولد أكثر لدى الجارالشرقي الذي يعيش أزمات مزمة شعورا بالكراهية،كما لا يمكن قراءة
الأسباب بمعزل عن التوتر السياسي بين البلدين الذي يسقطه بعض الأزواج على مستوى الأسرة والمجتمع، فحسب شهادات وتجارب مغربيات اشتكين من تعامل فوقي فيه استصغار للمرأة المغربية والمجتمع المغربي بصفة عامة مما يؤثرعلى استقرار الأسر كما أن المقارانات بين البلدين تلعب دورا في تعزيز شعورهم بالنقص أمام التفوق المغربي في الاقتصاد والثقافة والسياحة مما ينعكس على تصرفاتهم.
الزيجات المختلطة بين الجزائريين والمغربيات هي في كثير من الأحيان مرآة لاستعلاء الذكر الجزائري ونظرة تفوق على المرأة المغربية ووطنها، هذا التسلط الخفي الذي يختبئ وراء عطلة أو زيارة يكشف حجم التحديات الثقافية والاجتماعية التي لا يزال المجتمع المغربي يتساهل معها،فلم تعد المسألة مسألة علاقة شخصية بل انعكاس لثقافة مركبة من التكبر وعدم الاحترام تستدعي وعيا نقديا وحماية لكرامة المرأة المغربية ومجتمعها،فإلى متى سيظل المغربي يتحمل إهانات الأخر بدعوى التسامح والتعايش وروابط الجيرة .
