لمياء ابن احساين تكتب : الغرابيب السود

62

لماذا يتخلى الغرب عن زوجات تنظيم داعش الأوربيات في مخيم الهول ، لماذا تسقط عليهن الجنسية وترفض عودتهن.
مخيم الهول الواقع في الحسكة شمال شرق سوريا وتديره قوات سوريا الديموقراطية المعروفة بقسد وتحت إشراف غيرمباشر للتحالف الدولي.
المخيم الذي أنشأ في التسعينات لإيواء اللاجئين العراقيين الفارين من الحرب تحول في العام 2014 إلى مركز احتجاز لعوائل مقاتلي داعش، ويضم أكثر من 50000 مقاتل من جنسيات مختلفة و40000 طفل تحت 14 عاما، قسم المهجرات خصص لاحتجاز النساء والأطفال الأجانب المرتبطين بتنظيم داعش وهذا القسم يعد أخطر أقسام المخيم بسبب الإيديولوجيا المتشددة التي لازالت تسيطر على الكثير من النساء من جهاديات وأرامل الدواعش الذين قتلوا أثناء عملية القضاء على التنظيم في باغوز الحدودية مع العراق في العام 2018 من طرف قوات قسد والتحالف الدولي ،وتم نقلهن إلى القسم الذي
يخضع لرقابة أمنية مشددة من قبل القوى الأمنية التابعة لقسد؛مخيم الهول وقسم المهجرات تنشط فيه خلايا داخلية موقوتة قابلة للتصدير فأطفال القسم لم يتلقوا أي تعليم ولا يتوفرون على أي وثائق رسمية يلقنون الفكر المتطرف وإملاءات التنظيم مما يعقد عملية الإعادة أو الإدماج في مجتمعات بلدانهم يعرف المخيم ظروف معيشية صعبة من نقص للرعاية الصحية والتعليمية والنفسية خاصة للأطفال.
الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت تقدم مساعدات للمخيم أعلنت عدم قدرتهاعلى الاستمرارفي تمويل العمليات الإنسانية إلى أجل غير مسمى داعية الدول الأخرى إلى تحمل مسؤولياتها في إعادة رعاياها،دعوة أمريكا قوبلت بالرفض من طرف الدول الغربية حيث فضلت التمويل على استعادة مواطنيها لعدة اعتبارات أهمها أن الكثيرمن نساء الدواعش يحملن الفكر المتطرف وشاركن بشكل مباشر أو غيرمباشر في جرائم التنظيم مما يشكل تخوفا من عودتهن ومشاركتهن في تجنيد آخرين أو تنفيذ عمليات إرهابية في بلدانهن والتأثيرعلى الجاليات المسلمة مما سيخلق توترات داخلية في تلك الدول بالإضافة إلى صعوبة إثبات التهم عليهن ومحاكمتهن عن جرائم وقعت في مناطق أخرى، ويأتي الضغط الشعبي والسياسي ليشكل أكبر عقبة حول العودة لأوطانهن فالرأي العام في كثير من الدول الغربية يرفض عودة هؤلاء النساء لأنهن غادرن طوعا للانضمام لداعش ،لهذا ينظرإليهن كمجرمات حرب.ولا يوجد إجماع دولي أو ألية موحدة للتعامل معهن.
ومهما تكن الذرائع فإن أطفال مخيم الهول وغيره من مخيمات مخلفات الدواعش مثل الروج الذي توجد فيه نساء من العراق وسوريا وشمال افريقيا على مرأى ومسمع من اليونيسف ومنظمات حقوق الطفل
بالتأكيد سيكونون مستقبلا طوفان داعش البشري الذي سيكمل مسيرة التنظيم في المنطقة.