لمياء ابن احساين تكتب : صرخة حجر
أن تفقد أم صغارها التسعة دفعة واحدة، أي حزن يمكنه أن يصف موقفها،أن تسمع أنين أطفال جوعى أن يولد أطفال وسط صوت المدافع والطائرات وصرير المزنجرات ،أن تحرق أسر وهم أحياء أمام أبنائهم ،فأي تفسير يمكن أن يقدم،هل لا زلتم تعتبرون تهوركم إنجازا بعد أن نفذتم حربا بالوكالة لدولة أرادت أن توقف ما أسمته التطبيع بين السعودية وإسرائيل.
الإنجاز الوحيد هو تدمير غزة واستشهاد الألاف من شعب لاذنب له سوى أنه مرهون بحماس الداخل وحماس الخارج التي تنفذ أجندة إيران، حرب غزة أثرت على العلاقات بين الدول في المنطقة والعالم حينما اتخذت بعض الدول مواقف مختلفة تجاه الصراع الدائر لأزيد من سنة ونصف .
الجيش الإسرائيلي يعد العدة لما بعد الحرب بالمناطق التي يسيطرعليها وفي الوقت نفسه يستعد لشن هجوم غير مسبوق على جنوب القطاع، وحكومته توافق على استدعاء 450000 ألف جندي احتياط والرئيس الأمريكي قد يعلن في الأيام القادمة عن وقف إطلاق النارلكن تضارب المواقف بين حماس قطر وحماس تركيا حول مقترح المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف يزيد من تأزيم الوضع فالسياسة التي ينتهجها نيتانياهومن تخريب الحجر وتجويع البشر ومنع دخول المساعدات وتكثيف الضربات ودفع السكان إلى النزوح للشمال ضمن عملية عربات جدعون الخاصة بعملية الاستيلاء على 70 في المئة من قطاع غزة خلال شهرين وإبقاء الجزء المتبقي تحت سيطرة حماس ليتم القضاء عليها نهائيا.
ما يجري في غزة مختلف كليا ،حماس بدأت مفاوضات مع الجانب الأمريكي وتطالب بضمانات لإعطائها وجود سياسي وليس عسكري والمعروف على نتانياهو عدم الالتزام بأي هدنة، وفي ظل هذه التجاذبات يأتي سكان غزة مابين مخطط إسرائيل وتعنت حماس،فما حدث أثناء توزيع المساعدات من طرف مؤسسة تابعة لواشنطن أفرادها بزي عسكري آثار مخاوف وكالة غوث اللاجئين ،مما يدل على
أنها لا تخدم الاحتياجات العاجلة لسكان غزة بل تنسجم مع أهداف عسكرية وسياسية على الأرض وإلهاء عما يجري من تغيير في خريطة غزة.
فخصخصة المساعدات وإدارة العمليات العسكرية هو ذروة النفاق التي تستعملها أمريكا وإسرائيل تجاه سكان غزة هدفها هو عدم وصول تلك المساعدات إلى حماس وحدوث مجاعة كبرى تدفع بالسكان إلى الخروج نهائيا من القطاع ،وهذا ما أكده رئيس مؤسسة إغاثة غزة جيك وود حيث قال عقب إعلان استقالته أن المساعدات غير نزيهة وأنها منحازة وأن أمنيين يسيطرون على المؤسسة، مما يدل على أن المخطط كبير وأن إسرائيل تفرض شروطها على حماس عبر الإغاثة،
ما يحدث في غزة تتحمل حماس بالتساوي مع إسرائيل مسؤوليته .
